للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى جمادى الآخرة كان مستهلّ الشهر يوم الجمعة، فطلع الخليفة والقضاة الأربعة وهنّوا السلطان بالشهر. - وفى يوم الثلاثاء خامسه نفق السلطان على العسكر المعيّن للهند جامكيّة أربعة أشهر معجّلا، ومنهم من تشكّى بأن به الحبّة الافرنجى وما يقدر يسافر فأعفاه السلطان من السفر وقال له: أعيد النفقة الذى أخذتها ولا تسافر، وربما رسّم على بعض أولاد الناس حتى يعيد الخمسين أشرفيا التى أخذها نفقة وقال لهم: الذى ما يقدر على السفر وهو ضعيف يعيد النفقة ولا يسافر، وكان مجموع هذا العسكر الذى كتب للهند نحو خمسمائة إنسان، غير التراكمة البحّارة من جماعة الرئيس سلمان. - وفى يوم الأربعاء سادسه عزل السلطان قاضى القضاة الشافعى علاى الدين الإخميمى (١)، فكانت مدّته فى هذه الولاية سنة وسبعة أشهر إلا يومين، وكان ماشيا فى منصب القضاء على الأوضاع كما ينبغى، ومباشرا هذه الوظيفة بعفّة زائدة وحسن تصرّف، وجاء فى منصب القضاء كفؤا لذلك، وعزل من هذه الوظيفة والناس عنه راضية وحاز الثناء الجميل من الدين والخير ومنع الرشوة، [وكان فى مدّة ولايته لا يتعاطى شيئا من معلوم الإنظار بل كان ينعم بذلك على طلبة العلم والفقهاء وغير ذلك] (٢)، فلما عزل أخلع السلطان فى يوم الأربعاء المذكور على قاضى القضاة محيى الدين عبد القادر بن النقيب وولاّه القضاء، وهذه سادس ولاية وقعت له بالديار المصرية، منها خمسة ولايات فى دولة الأشرف الغورى والولاية الأولى فى دولة الأشرف جان بلاط، فلما لبس التشريف بالمقعد الذى بالحوش نزل من القلعة فى موكب حافل وقدّامه القضاة الثلاثة وسائر نوّاب الشافعية وناظر الجيش وناظر الخاصّ وغير ذلك من الأعيان، فتوجّه إلى المدرسة الصالحية على جارى العادة، ولكن سعى فى هذه الولاية بثلاثة آلاف دينار غير خدمة للأمير الدوادار الكبير والدوادار الثانى والقاضى كاتب السرّ، فقيل نفذ منه


(١) الإخميمى: الإخميمى بن النقيب.
(٢) وكان فى مدة … وغير ذلك: جاءت فى الأصل بعد «الذى كتب» فى سطر ٧.