وفى ذلك اليوم أخلع السلطان على ولده المقر الناصرى محمد أمير آخور كبير خلعة الإنظار، فألبسه أطلسين وفوقانى حرير أحضر بطرز يلبغاوى عريض مثل خلعة الأتابكية، فخرج من الميدان وقدامه السيد الشريف بركات أمير مكة والأتابكى سودون العجمى وجماعة من الأمراء المقدّمين وأرباب الوظائف من المباشرين، فشقّوا من القاهرة فى موكب حافل وكان لهم يوم من الأيام المشهودة، فتوجّه ابن السلطان إلى المدرسة البرقوقية على جارى العادة، وتوجه السيد الشريف بركات إلى تربة الملك الظاهر برقوق فأقام بها إلى حين يرحل. - وفى يوم الجمعة ثانى هذا الشهر أرسل السلطان إلى السيد الشريف بركات تقدمة حافلة وهو فى تربة الظاهر برقوق، فكان من جملتها ذهب عين أربعة آلاف دينار، وأربعة مماليك فرسان وهم باللبس الكامل، وكان الشريف بركات اشترى من مصر مماليك، وأهدت إليه الأمراء عدّة مماليك، فكان معه نحو خمسين مملوكا مكملة بالسلاح، وأرسل إليه السلطان ستة بقج ضمنها صوف وصمور ووشق وسنجاب وبعلبكى وتفاصيل حرير سكندرى وأبراد منزلاوى وشقق برق بجرّ ذهب وأثواب مخمل ملوّن وأثواب برصاوى مزهر بقصب، فأرسل إليه من كل صنف من هذه الأصناف عشرة قطع، وأرسل إليه نمجاة زعموا أنها نمجاة بعض الصحابة، فكتب السلطان اسم الشريف بركات عليها وسقّطها بالذهب، وأرسل إليه أربعة أسياف خاصّ وهى مسقّطة بالذهب، وأرسل إليه أربعة زرديات وهى مسقّطة بالذهب، وأرسل إليه صنجقين سلطانى بطلعتين فولاذ، أحدهما حرير أصفر مرقوم بالذهب وآخر حرير أصفر برسم الأسفار، وأرسل إليه محفّة بغشى جوخ أصفر، وكان قبل ذلك أرسل إليه عدّة خيول وهجن وجمال بخاتى وبغال وسلاح برسم المماليك الذين معه، وقد أغدق عليه بكثرة الإنعام له حتى أدهشه بالعطايا فوق ما أهدى إليه السيد الشريف بركات بأضعاف، فلما وصلت هذه التقدمة إلى الشريف بركات أخلع على غلمان السلطان