للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمهتار محمد مهتار الطستخاناه الخلع السنية وفرّق عليهم الدنانير والدراهم، ولم يقع لأحد من أجداده ولا أقاربه ما وقع له مع الملك الأشرف قانصوه الغورى وقد بالغ فى إكرامه وتعظيمه جدا. - وفى يوم الأربعاء سابع هذا الشهر طلع ابن أبى الردّاد ببشارة النيل المبارك، وأخذ قاع النيل فجاءت القاعدة سبعة أذرع وأربعة أصابع، أرجح من نيل السنة الخالية بعشرين أصبع كما قيل. - وفى يوم الأربعاء المذكور توجّه القاضى كاتب السرّ محمود بن أجا ونائبه الشهابى أحمد بن الجيعان، فتوجّها إلى عند السيد الشريف بركات أمير مكة وعلى أيديهما تقليد بولاية أمرة مكة، وقد بالغوا فى نعته وترجمته إلى الغاية، ثم أحضروا له مصحفا شريفا وسيفا وحلّفه عليهما أنه لا يخون السلطان ولا يعطى عليه ولا يخرج عن طاعته على ممرّ الليالى والأيام ولا ولا، فلما حلف كتبوا صورة هذا الحلف فى ورقة وأشهدوا عليه وكتب خطّ يده على تلك الورقة، ثم عادوا إلى القلعة وعرضوا ذلك الحلف على السلطان، وكل ذلك وقع والشريف بركات فى تربة الظاهر برقوق، فألبس الشريف بركات القاضى كاتب السرّ كاملية مخمل بصمور وكذلك الشهابى أحمد بن الجيعان. - وفى يوم الجمعة تاسعه نزل الأمير طومان باى الدوادار من عند السلطان إلى المقر الناصرى محمد ابن السلطان وعلى يده منشورا بإقطاع الأمرية بالتقدمة، فلما نزل الأمير طومان باى إلى عند ابن السلطان بالمنشور ألبسه أطلسين وفوقانى حرير أخضر بطرز يلبغاوى عريض وأركبوه فرسا بسرج ذهب وكنبوش، فلما وصل الأمير الدوادار إلى بيته أرسل إليه ابن السلطان على يدّ لالاته سنبل الطواشى خمسمائة دينار وقيل ألف دينار، فألبسه الأمير الدوادار كاملية مخمل أحمر بصمور ودفع إليه خمسين دينارا، وقد تعاظم أمر ابن السلطان فى أمرية آخورية الكبرى وصار فى كلّ ليلة يقد على باب السلسلة فانوسين أكرة وكذلك على باب الميدان وقد عظم أمره جدا، ورسم السلطان أن أحدا لا يقول له سيّدى بل