للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الأمراء العشرات يقال له بيبردى من كسباى (١) وقرّره باش المجاورين بمكة عوضا عن جانى بيك قرا الذى كان بها فى السنة الخالية، وأخلع على شخص من الأمراء العشرات الرؤوس النوب يقال له قراكز الجكم وقرّره فى نظر الحسبة الشريفة بمكة، وكانت الحسبة مضافة لباشية مكة فأفصلها السلطان منها وقرّر بها قراكز هذا. - وفى يوم السبت خامس عشرينه كان ختام ضرب الكرة، فلعب السلطان الكرة فى الميدان، ثم طلع إلى القلعة وعزم على الأمراء وجلس فى المقعد الذى أنشأه بالحوش ومدّ لهم هناك أسمطة حافلة وطوارى فاخرة، فأقامت الأمراء عنده إلى بعد العصر، وكان السيد الشريف بركات أمير مكة حاضرا ذلك المجلس فبالغ السلطان فى إكرامه وتعظيمه إلى الغاية وأجلسه فوق أمير كبير، ثم أحضر السلطان ثيران وكباش يتناطحون قدّامه فى الحوش، فلما دخل وقت الظهر أحضر جماعة من المماليك لعبوا خصمانية فى الرمح واستمرّوا على ذلك إلى بعد العصر، ثم انفضّ ذلك الجمع ونزلت الأمراء إلى بيوتهم. - وفى يوم الاثنين سابع عشرينه حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير أقباى (٢) الذى كان كاشف الشرقية وكان قد توجه إلى نحو طرابلس فى أشغال السلطان، فلما طلع إلى القلعة كان عليه كاملية بصمور من عند نائب طرابلس إنعاما.

وفى جمادى الأولى كان مستهل الشهر يوم الخميس فطلع الخليفة والقضاة الأربعة والسيد الشريف بركات أمير مكة فهنّوا السلطان بالشهر، ثم إن السلطان أخلع فى ذلك اليوم على السيد الشريف بركات خلعة السفر وأذن له بالعود إلى مكة، فأخلع عليه أطلسين وفوقانى حرير أخضر بطرز يلبغاوى عريض مثل خلعة الأتابكية، وأخلع على ولد الشريف كاملية مخمل أحمر بصمور، وأخلع على عرعر صهر الشريف بركات كاملية صوف بصمور، وأخلع على شخص من أولاد دراج أمير الينبع وقرّره فى أمرة الينبع، وجعل للشريف بركات التحدّث على بندر الينبع يولى به من يشاء من تحت يده ويعزل من يشاء. -


(١) كسباى: كسبارى.
(٢) اقباى: أقباى بعض.