للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى ذلك اليوم توفى الأمير أسنباى الأصمّ أحد الأمراء الطبلخانات، وكان من أعيان مماليك الأشرف قايتباى، وكان علاّمة فى لعب الرمح وقد فاتته التقدمة من قبل ذلك، وكان لا بأس به، وقد مات فجأة على حين غفلة. - وفى يوم الخميس حادى عشره عمل السلطان المولد الشريف النبوى ونصب الخيمة الكبيرة المدوّرة بالحوش، قيل إن مصروف تلك الخيمة على الأشرف قايتباى ستة وثلاثين ألف دينار، فحضر القضاة الأربعة والشريف بركات أمير مكة، قيل أجلسه السلطان فوق الأتابكى سودون العجمى، واجتمع سائر الأمراء المقدّمين وأرباب الوظائف ومشايخ العلم، وكان يوما مشهودا على العادة. - وفى يوم السبت ثالث عشره أشيع أن إقطاع أسنباى الأصمّ أنعم به السلطان على الأمير قايتباى الذى كان نائب الكرك، فصار من جملة الأمراء الطبلخانات. - وفيه حضر الأمير ألماس دوادار سكين الذى كان توجّه إلى طرابلس بسبب ضبط موجود جانم نائب طرابلس الذى توفى، وقرّر عوضه تمراز مملوك السلطان الذى كان نائب قلعة حلب، وقرّر فى نيابة قلعة حلب قانصوه الساقى عوضا [عن] تمراز الأشرفى بحكم انتقاله إلى نيابة طرابلس، وتوّجّه ألماس أيضا بسبب تقليد تمراز المذكور لما ولى نيابة طرابلس، وبسبب جبى الأموال التى قرّرت على عربان جبل نابلس وغير ذلك من البلاد بسبب المشاة، فأهلك الحرث والنسل. - وفى يوم الاثنين خامس عشره حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير قانى باى قرا أمير آخور كبير باش العسكر الذى كان توجّه إلى حلب، وحضر الأمير سودون الدوادارى رأس نوبة النوب، وحضر الأمير أرزمك الناشف أحد الأمراء المقدّمين، وكانوا توجّهوا فى هذه التجريدة صحبة أمير آخور، فلما دخلوا إلى القاهرة باتوا فى مدرسة السلطان، ثم طلعوا إلى القلعة وقابلوا فى ذلك اليوم السلطان، فأخلع عليهم كوامل بصمور ونزلوا إلى دورهم فى موكب حافل، فكانت مدّة غيبة الأمراء فى هذه السفرة نحو تسعة أشهر ورجعوا وهم سالمون لم يفقد منهم أحد، ولا وقع