للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأجل أقارب السلطان الذين أتوا من بلاد جركس وأسرهم بعض ملوك التتر، فتوجّه جانم ليشتريهم من ملك التتر بمبلغ له صورة. - وفى يوم الخميس سابع عشرينه فيه أكمل السلطان أمر النفقة، واستمرّ مصمّما على عدم إعطاء النفقة للمماليك القرانصة والسيفيّة وأولاد الناس، ثم فى أثناء ذلك اليوم نادى السلطان فى القاهرة بأن المماليك الذين أخذوا النفقة يعملون يرقهم ويكونون على يقظة فإن التجريدة عمّالة إلى حلب، فلما سمع العسكر ذلك اضطربت أحوالهم. - وفى ذلك اليوم رسم السلطان بشنق شخص من أولاد الناس كان عائقا مجرما وله عدّة قتلاء، فشنق على باب الدرب الذى فى السبع سقايات. - وفى يوم الأحد سلخ هذا الشهر نزل السلطان وتوجّه إلى نحو قبة يشبك الدوادار التى بالمطرية وأقام بها إلى أواخر النهار، ثم عاد إلى القلعة من يومه.

وفى ربيع الأول طلع الخليفة والقضاة الأربعة وهنّوا السلطان بالشهر، ثم عادوا إلى بيوتهم. - وفى يوم الأربعاء ثالثه ورد على السلطان [أخبار] غير صالحة بأن سليم شاه ابن عثمان قد جهّز عساكرا عظيمة وأرمى عدّة مراكب فى البحر وأنه زاحف على علىّ دولات بنفسه، فتنكّد السلطان لهذا الخبر ورسم لنقيب الجيش بأن يدور على الأمراء المقدّمين ويقول لهم: اطلعوا إلى عند السلطان حتى يقرأ عليكم الكتب التى وردت عليه عن أخبار ابن عثمان، فطلعوا إلى عند السلطان فى ذلك اليوم، فلما اجتمعوا قرأ عليهم ما ورد عليه من المطالعات عن أخبار ابن عثمان، فأقاموا الأمراء عنده إلى بعد العصر وهم فى ضرب مشورة بسبب علىّ دولات وابن عثمان، ثم بعد أيام خمدت تلك الإشاعات واستمرّ الأمر مبنيّا على السكون. - وفى يوم الأربعاء عاشره نزل السلطان إلى الميدان وساقوا قدّامه الرمّاحة وهم لابسون الأحمر والخوذ كما يفعلون عند دوران المحمل فى رجب، واجتمع الميدان الجم الغفير من الناس بسبب الفرجة، وكان الشريف بركات حاضرا مع الأمراء، وكان يوما مشهودا. -