وفى صفر طلع الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، وكان مستهلّ الشهر يوم السبت. - وفى يوم الأربعاء خامسه جلس السلطان فى القصر الكبير المطلّ على الرملة، وعزم هناك على الشريف بركات أمير مكة ومدّ له أسمطة حافلة، وأقام عنده إلى أواخر النهار، وقدّم له السلطان تقدمة حافلة ما بين خيول وجمال وغير ذلك. - وفى يوم الخميس سادسه أخلع السلطان على الشرفى يونس النابلسى الذى كان أستادارا وقرّره فى استيفاء جيش الشام عوضا عن بدر الدين بن الإنبابى بحكم وفاته، فنزل من القلعة فى موكب حافل. - وفى يوم الأحد تاسعه نزل السلطان إلى المقياس وعزم على الشريف بركات هناك، وجلس معه فى القصر الذى أنشأه على بسطة المقياس، وأقام هناك إلى أواخر النهار، ومدّ له أسمطة حافلة، ثم نزل فى مركب وشقّ من على الروضة وانطلقت له النساء من الطيقان بالزغاريت، واستمرّ فى المركب حتى طلع من بولاق ثم توجه إلى القلعة من هناك.
وفى الاثنين عاشره أشيع بأن فى تلك اللية سرق من دار الضرب التى هى بالقلعة داخل الحوش السلطانى ثمانية آلاف دينار وكسور من الذهب الجديد الذى ضربه السلطان بسبب النفقة، فذهبت ولا يعلم من فعل تلك الفعلة، فلما بلغ السلطان ذلك ألزم المعلّمين الذين فى دار الضرب بما سرق من ذلك القدر، فمضت ولم ينتطح فى ذاك شاتان. - وفى يوم ثالث عشره صمّمت المماليك على استعجال النفقة، فأخرج السلطان من حواصل الذخيرة أشياء كثيرة من الأمتعة التى كانت فى الحواصل من ترك الخوندات والستّات التى ماتوا واحتوى السلطان على موجودهم، ما بين قماش وبشاخين زركش وعنبر وأوانى بلّور وصينى وكفت وغير ذلك، وأخرج أشياء كثيرة من شاشات وأزر وأثواب بعلبكى وأثواب صوف قبرسى وغير ذلك فقوّم ذلك بنحو خمسين ألف دينار، فطلب التجار وأرمى عليهم تلك الأصناف بأغلى الأثمان فأطلق فى التجّار النار، وكان المتكلم فى ذلك محمد مهتار الطست خاناه وقد جعله