للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نائب القلعة، فركب ابن السلطان من هناك ثانيا، ومشى قدامه الشريف بركات ومسك بأزكة لجامه من على الميمنة ومسك بأزكة اللجام من على الميسرة الأمير طقطباى أمير ركب المحمل، وكان الأمير طقطباى يومئذ مقدّم ألف نائب القلعة، ومشى قدّامه الجم الغفير من الرؤوس النوب والخاصكية وهم بالشاش والقماش، ومشى قدّامه الشبابة السلطانية والشعراء والشاوشية، واستمرّ فى هذا الموكب الحافل حتى وصل إلى باب الحوش، فنزل على مصطبة مشدّ الحوش ودخل من باب الحوش والموكب عمّال، وكان ابن السلطان عمره يومئذ نحو عشر سنين؛ ولقد أدركت الملك المؤيّد أحمد بن الأشرف أينال لمّا أن حجّ وكان إذ ذاك (١) أتابك العساكر، فلما حضر من الحجاز وطلع إلى القلعة ما وقع له مثل ما وقع لابن الأشرف الغورى هذا من المواكب الحافلة بالحوش، فلما وصل إلى المصطبة التى جالس عليها السلطان تقدّم الشريف بركات إلى عند السلطان فقام له نصف قومة، وباس أمراء الحجّ له الأرض، ثم تقدّم ابن السلطان وباس الأرض لأبيه، فأحضر لهم الخلع، على الشريف بركات مثمر وأطلسين، وأخلع على ابن الشريف بركات وصهره كوامل مخمل أحمر بصمور، وأخلع على أمراء الحجّ لكلّ واحد منهما مثمر وأطلسين لكون أن سيّدى عمر ابن السلطان، ثم أحضروا لابن السلطان فوقانى حرير أخضر بطرز يلبغاوى عريض فوق الكامليّة المخمل التى بالصمور، ثم نزل الشريف بركات وولده وصهره من القلعة، ودخل ابن السلطان إلى دور الحرم، وانفضّ ذلك الموكب على خير (٢)، فلما نزل الشريف بركات وأمراء الحاج من القلعة نزل صحبتهم الأتابكى سودون العجمى وجماعة من الأمراء المقدّمين، فشقّوا من القاهرة وكان لهم يوم مشهود، فأوصلوا الشريف بركات إلى المكان الذى أنزله فيه السلطان، قيل أنزله السلطان فى بيت الأمير ج؟؟؟ م مصبغة الذى بالقرب من مدرسة السلطان، فأوصلوا الأمراء


(١) إذ ذاك: اذ دكات.
(٢) خير: حرير.