للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأن يذبحا عنه، ثم جلس فى الحوش ساعة يسيرة وقام ودخل الدهيشة واحتجب عن الناس -. وفى يوم الاثنين خامسه أشيع بين الناس بأن الأمير طومان باى الدوادار ضمن للمماليك الجلبان بأن السلطان ينفق عليهم فى شهر صفر لكل مملوك مائة دينار، فرضيوا بذلك وخمدت هذه الفتنة قليلا، ثم إن السلطان نادى للناس فى ذلك اليوم بالأمان والاطمان والبيع والشرى، وأن أحدا لا يكثر كلاما فيما لا يعنيه وأن الأسواق تفتح على العادة، وأن لا أحدا يشوّش على أحد من المتسبّبين، وكانت الأسواق جميعها مقفلة من حين وقعت هذه الحركة بسبب المماليك، فلما أشهر المناداة بذلك ارتفعت له الأصوات بالدعاء من الناس وخمدت تلك الإشاعات بالركوب على السلطان. - وفى يوم الأربعاء سادس عشره نزل السلطان إلى الميدان وجلس به ونفق على المماليك الكتابية جامكية هذا الشهر، ثم أحضر أغوات الطباق الأعيان ووبخهم بالكلام وقال لهم: إن كان لكم قصد أن تسلطنوا أحدا غيرى فأنا أنزل له عن الملك وأرسلونى فى أىّ مكان تختاروه، فباسوا له الأرض وقالوا: ما لنا أستاذ إلا أنت وما نموت إلا تحت رجليك وما لنا حاجة بنفقة من السلطان وقد رضينا بلا نفقة إن شئت تعطى أو لا تعطى، فقال السلطان: خلّى المشاعلى ينادى بأن النفقة بطّالة، فلم يطلع الوالى ولا المشاعلى فى ذلك اليوم، فقام الزينى بركات بن موسى المحتسب ونادى بنفسه فى الميدان بين العسكر بأن معاشر الأمراء والعسكر المنصور حسبما رسم المقام الشريف بأن النفقة على العسكر بطّالة، ثم بعد ذلك طلع المشاعلى فقال له السلطان: نادى فى القاهرة بأن النفقة بطّالة، فنزل الزينى بركات بن موسى والمشاعلى قدّامه ينادى للعسكر بأن النفقة بطّالة، وقد طمعت آمال المماليك بالنفقة وما يعلم ما وراء ذلك إلا الله. - وفى يوم الخميس سابع عشره جلس السلطان فى الحوش على المصطبة ونفق الجامكية على العسكر، وأشيع أن فى تلك الليلة ثارت المماليك بالقلعة بعد العشاء، فثارت المماليك الذين فى طبقه الطازية على المماليك الذين فى طبقة الزمامية حتى اتقعوا بالدبابيس