للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها زبديّة لحم، وحصل لهم بسبب ذلك الضرر الشامل، وكاتب الدواوين فى غاية الانشحات لكثرة العسكر فى هذه الأيام، ولا سيما ما جدّده السلطان من العسكر فى الطبقة الخامسة، وكانت الإقطاعات خرابا والبلاد معطلة من جور الكشّاف ومشايخ العربان وهجاج فلاّحى المقطعين عن البلاد، فصارت المماليك القرانصة ينتظرون حركة مثل هذه الحركة فما صدّقوا بهذه الحركة، وفى بقية ذلك اليوم غلقت الأسواق والدكاكين وارتفعت البضائع منها، ثم فى بقية ذلك اليوم قرب المغرب نزل طائفة من المماليك إلى الصليبة ونهبوا بعض بضائع من الدكاكين، ثم إن المماليك قبضوا على شخص من العوامّ وقالوا له: نادى عن لسان السلطان أن النفقة مع الجامكية لكل مملوك من المماليك السلطانية مائة دينار، فما وسع ذلك الرجل إلا أنه نادى لهم كما قالوا له، ولم تكن هذه المناداة من قبل السلطان. - وفى يوم الجمعة رابعه أشيع أن شخصا من مماليك السلطان يسمى وردبش، وهو أمير عشرة تدلّى بحبل من طبقة الميدان لما ثارت المماليك فانقطع به الحبل، فسقط إلى الأرض فمات من يومه، وقد صارت المماليك فرقتين فرقة مع السلطان وفرقة عليه، فلما كان وقت صلاة الجمعة لم يخرج السلطان ولم يصلّ صلاة الجمعة، ولم يطلع من الأمراء غير ثلاثة أمراء مقدّمين، وقد اضطربت أحوال السلطان من بعد مجيئه من هذه السفرة وتكدّر عيشه، وطرقته عين عقيب ذلك الموكب العظيم الذى طلع فيه، فكان كما يقال فى أمثال الصادح والباغم:

لا تغترر بالحفظ والسلامة … فإنما الحياة كالمدامة

والعمر مثل الكاس والدهر والقدر … والصفو لا بدّ له من الكدر

ومن أمثاله أيضا:

فى لمحة العين بكاء وضحك … وناجد باد ودمع منسفك

وفى يوم السبت خامسه ابتدأ فيه السلطان بتفرقة الأضحية على العسكر ومن له عادة. - وفى يوم الاثنين سابعه أشيع أن السلطان رسم للوالى بأن يتسلّم