للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شيئا فكادوا أن يخرقوا به وما سلم من القتل إلا بعد جهد كبير، ثم حضرت التقادم الحافلة للسلطان من الكشاف ومشايخ العربان بالغربية وهى ما بين ذهب عين وخيول وأبقار وأغنام وغير ذلك، ففرّق منها على الأمراء ممن كان صحبته أشياء كثيرة من الخيول والأبقار والأغنام، فلما بات بالمخيم تلك الليلة وقدوا له موادن (١) المدينة، وعلّقوا على شراريف الصور كل واحدة قنديل، فلما أصبح السلطان ركب وضرب الكرة على ساحل البحر الملح هو والأمراء الذين كانوا صحبته، ثم توجّه وزار الصالحين الذين هناك، ثم توجّه إلى البرج الذى أنشأه الأشرف قايتباى فطلع فى البرج هو والأمراء، وأرموا قدّامه فى ذلك اليوم بالمكاحل والمنجنيق، ثم توجّه من هناك وكشف على الأبراج التى بثغر الإسكندرية وعرض ما فيها من السلاح والمكاحل. - وفى ذلك اليوم أنعم السلطان على مملوكه يوسف الزردكاش الثانى بأمرة طبلخاناه. - ثم فى ليلة الأربعاء سابع عشره أحرق السلطان فى الوطاق إحراقة نفط حافلة على شاطئ البحر الملح. - ثم فى يوم الأربعاء سابع عشره رحل السلطان عن ثغر الإسكندرية، فكان مدّة إقامته بها يومين وليلتين. - ففى ذلك اليوم الذى رحل فيه أرسل محمد مهتار الطشتخاناه إلى الظاهر قانصوه الذى فى البرج وإلى قيت الرجبى الذى فى البرج ورسم له بأن يكسر قيودهما، وأرسل على يده لكل واحد منهما ألف دينار وبدنين صمور وبدنين سنجاب وثوبين بعلبكى وغير ذلك من القماش الفاخر، وأرسل يقول لهما: لا تجتمعوا على أحد من خلق الله ولا تكاتبوا أحدا من الأمراء فما يحصل لكما من السلطان خير، فباسوا له الأرض فى البرج وأجابوا بالسمع والطاعة واستمرّوا فى البرج بغير قيود، ثم رحل السلطان عن ثغر الإسكندرية بعد إقامته فيها يومين وليلتين، ثم توجه إلى دمنهور فأقام بها يوما وليلة، ثم توجّه من بعد ذلك إلى النجيلة عند عوده أيضا. - ومن الحوادث أنه لما أقام فى النجيلة غرق بها شخص من الخاصكيّة فى البحر


(١) موادن، يعنى مآذن.