للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلم يؤثّر فيه هذا التطيّر ومكث من بعد ذلك دهرا طويلا، ثم إن السلطان لما جرى ذلك كظم فى الباطن وأعاب على الأتابكى سودون العجمى حمل القبة والطير، وقد حملها على رأس السلطان بغير معرفة وكان لها طريقة فى حملها غير ذلك، فاستمر السلطان فى هذا الموكب على ما ذكرناه حتى دخل من باب النصر وشقّ من القاهرة، فانسحب الطلب على ما ذكرناه أولا، فكان النفير السلطانى المسمى بالبرغشى قدام الطلب ووراءه الطبول والزمور، ثم انسحبت النوب الهجن وانسحب بعدها الجنائب الملبّسة بالبركستوانات المخمل الملوّن ثم انسحب من بعد ذلك الخيول التى بالكنابيش والسروج الذهب والبلور والعقيق المزيكة بالذهب، وكان فى السروج ما (١) هو مرصّع بالفصوص المثمنة، وكان على الخيول طبول بازات بلور مزيك بذهب وشئ فضة مينة، فكان من هذه الأصناف نحو عشر طبول، ثم انسحب جوشنان حرير ملوّن وخزائن المال وعدّتهم ست بأغشية حرير أصفر وأحمر، ثم انسحب المحفة بغشى حرير أصفر مزهّر عليه بالتقاصيص الحرير ملوّن، ثم وراء ذلك جاءت المباشرون ثم الأمراء الطبلخانات والعشرات، ثم جاءت الأمراء المقدمون وهم بالشاش والقماش، ثم جاءت القضاة الأربعة، ثم مشت الشعراء والشبابة السلطانية، ثم مشت من بعد ذلك الأمراء الرؤوس النوب وبأيديهم العصىّ، وكان الأمير كرتباى الوالى ماشيا بالشاش والقماش، ونقيب الجيش وغير ذلك من الخاصكية، ثم جاء السلطان وعليه الشاش والقماش وقد تقدم القول على ترتيب الطلب فى الريدانية أولا، وهذا كان صفته لما شقّ من القاهرة بالموكب السلطانى وهو لابس كاملية مخمل أحمر بصمور، والخليفة عن يمينه وهو بالعمامة البغدادية وعليه قبا صوف أبيض، وكان أمير كبير سودون العجمى عن يساره رافع القبة على رأسه، والجمّ الغفير من الخاصكية خلفه وهم بالخوذ والزرديات وبأيديهم الرماح بالشطفات (٢) الحرير الملوّن، وكان الصنجق السلطانى مطويا فى كيس حرير أصفر، فلما شقّ من القاهرة كانت مزيّنة بالزينة الحافلة، واصطفت له الناس على الدكاكين


(١) ما: من.
(٢) بالشطفات: بالشفطات.