للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمراء والعسكر بالحوش من غير شاش ولا قماش، ثم طلع القاصد وصحبته أزدمر المهمندار وجماعة من الرؤوس النوب، وطلع معه تقدمة حفلة للسلطان تشتمل على خمسة وعشرين حمّالا ما بين وشق وصمور وقاقم وأثواب مخمل وبرصاوى وشقق سمرقندى ملوّن، وحمّال عليه أوانى فضة، وطلع صحبته بخمسة وعشرين مملوكا صغارا حسان الأشكال، وكان ذلك القاصد جميل الهيئة وصحبته جماعة من العثمانيّة ذو هيئات جميلة، فلما طلع وقابل السلطان أكرمه وقرأ مطالعته ثم نزل وانفضّ الموكب، وكان ذلك اليوم مشهودا. - وفى يوم الثلاثاء ثانى الشهر نزل السلطان إلى المقياس وبات به وعزم على قاصد بن عثمان هناك، وجلس معه فى القصر الذى أنشأه على بسطة المقياس ومدّ له هناك أسمطة حافلة وأظهر أنواع العظمة الزائدة فى تلك الليلة، وأحضر قرّاء البلد وأقام بالمقياس يومين، ثم طلع إلى القلعة يوم الأربعاء أواخر النهار وانشرح هناك إلى الغاية. - وفى يوم الثلاثاء تاسعه أرسل السلطان إلى الأمراء المقدمين الذين تعينوا إلى السفر فأرسل لهم فى ذلك اليوم النفقة، فأشيع أنه أرسل إلى الأمير قانى باى قرا أمير آخور كبير باش العسكر خمسة آلاف دينار، وأرسل إلى سودون الدوادارى رأس نوبة النوب أربعة آلاف دينار، وأرسل إلى الأمير أرزمك الناشف ثلاثة آلاف دينار، والأمير أبرك مثله. - وفى ذلك اليوم وقعت كائنة عظيمة للأمير قانصوه أبو سنّة أحد الأمراء المقدمين، وسبب ذلك أن علاى الدين ناظر الخاص كان اقترض من الأمير قانصوه هذا مبلغا له صورة وشرع يمطّله به مدة طويلة، فحنق منه الأمير قانصوه فركب وجاء إلى بيته فوقع بينه وبين ناظر الخاص تشاجر، ففجر عليه ناظر الخاص فحنق منه الأمير قانصوه وشتمه فأغلظ عليه ناظر الخاص فى القول، فقام إليه ولكمه على رأسه فطلع ناظر الخاص إلى القلعة وشكاه إلى السلطان، فلما تحقق السلطان صحة ذلك تغير خاطره على الأمير قانصوه وأرسل يقول له: الزم بيتك، وقصد يختم على حواصله ويحتاط على