للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الزينى بركات وقد تقدّم القول على ذلك، فطلع به بعض الأمراء وقابل السلطان فلم يخلع عليه لأجل خاطر الزينى بركات. - وفى ذلك اليوم جلس السلطان بالميدان وعرض مماليكه الجلبان وكتب منهم نحو خمسمائة مملوك، فكان الذى كتب من القرانصة والجلبان جملة ذلك نحو ألفين وأربعمائة مملوك على ما قيل وعيّنهم للسفر إلى حلب. - وفى يوم الخميس عشرينه حضر إلى الأبواب الشريفة السادة الأشراف أخوة السيد بركات أمير مكة، وكان سبب حضورهم إلى القاهرة أن وقع بينهم وبين أخيهم السيد بركات فتنة مهولة وقتل جماعة كثيرة من الفريقين، فانكسر أخوة السيد بركات وولّوا مدبرين، فما وسعهم إلا الحضور إلى عند السلطان حتى يكون من أمرهم ما يكون، وأرسل الأمير حسين نائب جدّة يعلم السلطان بذلك وأن الفرنج قد زاد تعبثهم بسواحل الهند وملكوا كمران من ضياع جهات الهند، وأرسل يستحث السلطان فى إرسال تجريدة بسرعة قبل أن تملك الفرنج سواحل الهند وربما يخاف على جدة من أمر الفرنج، وفى هذا الشهر اضطربت الأحوال على السلطان من جميع الجهات. - وفى يوم الخميس سابع عشرينه حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد من عند سليم شاه بن عثمان ملك الروم، وهذا القاصد جليل القدر من أعيان أمراء ابن عثمان، وكان ابن عثمان عيّن هذا (١) القاصد من حين كان الأمير أقباى الطويل عنده فلم يحضر إلى مصر إلا الآن، فلما دخل القاهرة أنزله فى بيت الظاهر تمر بغا الذى عند سوق السلاح بالقبو إلى أن يقابل السلطان. - وفى يوم السبت تاسع عشرينه نزل السلطان إلى قبة يشبك وأقام بها إلى بعد العصر وعاد إلى القلعة.

وفى جمادى الآخرة كان مستهل الشهر يوم الاثنين، فطلع الخليفة والقضاة الأربعة للتهنئة بالشهر. - وفى ذلك اليوم طلع قاصد ابن عثمان إلى القلعة وقابل السلطان، فأوكب له بالحوش وجلس على المصطبة ونصب على رأسه السحابة الزركش، ورسم بأن يزيّنوا باب الزردخاناه بالسلاح والصناجق فزيّنوه، واصطفت


(١) هذا: هولاء.