فى المدابغ وقد تقدم القول على ذلك. - وفى يوم الثلاثاء سادس عشرينه طلع ابن أبى الردّاد ببشارة النيل، وأخذ القاع فجاءت القاعدة ستة أذرع واثنى عشر أصبعا وكانت فى العام الماضى أرجح من ذلك، وكانت زيادته فى أول يوم خمسه أصابع. - وفى يوم الثلاثاء المذكور كانت وفاة القاضى فخر الدين والد القاضى شرف الدين الصغير ناظر الدولة وكاتب المماليك، وكان القاضى فخر الدين هذا من أعيان المباشرين وباشر ديوان قانى باى أمير آخور كبير وغيره من الأمراء، وكان رئيسا حشما لا بأس به بين المباشرين.
وفى جمادى الأولى كان مستهل الشهر يوم السبت، فجلس السلطان بالميدان وطلع الخليفة والقضاة الأربعة وهنّوه بالشهر. - وفى ذلك اليوم كان ختام ضرب الكرة وختام خصمانية لعب الرمح، فلما انقضى ضرب الكرة طلع السلطان إلى الحوش وجلس بالمقعد الذى به ومدّ هناك للأمراء مدّة حافلة وما أبقى ممكنا من المآكل الفاخرة، ومد عدّة طوارى مؤنقة ما بين حلوى وفاكهة وسكر حريف وبطيخ صيفى وأجبان مقلى وجلاب وغير ذلك من المآكل، وأحضر الأفيال الكبار والسباع والثيران والكباش برسم النطاح فتناطحوا بين يدى السلطان، وأقام هناك إلى بعد العصر وعنده الأمراء مجتهدين، وكان يوما مشهودا. - وفى يوم الخميس سادسه أخلع السلطان على شخص من الأمراء العشرات يقال له ماماى الخازندار، وأصله من مماليك السلطان، فعيّنه بأن يتوجه إلى الشام وعيّن صحبته الخواجا يونس العادلى، وسبب ذلك أن السلطان قوى عزمه على أن يزوّج ولده بابنة سيباى نائب الشام فأرسل هؤلاء الذين عيّنهم بالمهر وأنهم يعقدون العقد بالشام، فلما توجّها إلى غزّة جاءت إليهم الأخبار بأن بنت سيباى نائب الشام التى توجّها بسببها قد توفيت إلى رحمة الله تعالى، فأرسلا كاتبا السلطان بذلك وأن لنائب الشام بنتا أخرى صغيرة، فأرسل السلطان يقول لهما ادفعا لنائب الشام المهر الذى أرسلناه واعقدا العقد على ابنته الصغرى، فامتثلوا ذلك. - وفى عقيبه أخلع السلطان على شخص يقال له إبراهيم السمرقندى وعيّن