للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأخذ من الجانب الذى كان يأمن إليه. - وفيه غيّب أحمد بن الصايغ لما رأى السلطان مائلا إلى الزينى بركات بن موسى ولم يسمع فيه مرافعة، فما وسعه إلا أن غيّب (١) خوفا من ابن موسى، وكان أحمد بن الصايغ باغيا على الزينى بركات بن موسى فإنه هو الذى أنشأه وكان برددارا عنده، فلما راج أمر أحمد بن الصايغ صار شريكا للزينى بركات فى جميع جهاته التى يتكلم عليها حتى الحسبة الشريفة، فلم يقنع بهذا كله فقصد أن يشترى الزينى بركات من السلطان بثلاثين ألف دينار فلم يوافقه السلطان على ذلك ونهره، فخاف وغيّب واختفى مدّة يسيرة وسيظهر بعد ذلك. - وفيه فى يوم الجمعة ثانى عشرينه أخلع السلطان على قاصد ابن عثمان وأذن له بالعود إلى بلاده، وعيّن صحبته أينال باى دوادار سكين ليوجّهه (٢) إلى هناك ويكشف عن الأخبار الصحيحة ويعلم السلطان بذلك، وقيل إن السلطان أنعم على أينال باى بخمسمائة دينار لأجل عمل يرقه، فخرج فى ذلك اليوم على جرائد الخيل وقرّر معه السلطان أياما معدودة ويردّ عليه الجواب عن الأخبار الصحيحة عن مشى ابن عثمان على الصوفى، فخرج قاصد ابن عثمان وأينال باى فى ذلك اليوم. - وفى يوم الاثنين خامس عشرينه أخلع السلطان على شخص من أولاد ابن رمضان أمير التركمان يقال له سليم بيك، فأخلع عليه وقرّره فى أمرة التركمان عوضا عن ابن عمّه محمود بيك فى أمرة شقرأباه (٣). - ومن الحوادث أن شخصا خياطا يقال له نجا بن تمساح زنق صبيّا صغيرا عمره نحو عشر سنين، فزنقه فى بيت فى الجزيرة الوسطى (٤) فاستغاث الصبىّ فذبحه ذلك الخياط وأرماه فى بئر، فلما شاع أمره قبضت أمّ الصبى على الخياط وعرضته على السلطان فاعترف بقتل الصبى، فرسم السلطان بشنق ذلك الخياط فى المكان الذى قتل فيه الصبى، وقيل رسم السلطان بأن تقطع (٥) محاشمه وتعلّق فى عنقه وهو مشنوق ففعلوا به ذلك، وقد تقدم مثل هذه الواقعة لشخص طحان ورسم السلطان بأن يخوزقوه فخوزقوه


(١) إلا أن غيب: إلا اغيب.
(٢) ليوجهه: ليتوجهه.
(٣) شقر أباه: كذا فى الأصل.
(٤) راجع طبعة إستانبول ج ٤ ص ٣٧٨ س ١٧ و ١٨.
(٥) تقطع: تقطعت.