انتهى ذلك، وكان أصل شمس الدين بن عوض فلاّحا من فلاحين منية مسير بالغربية، وقيل من بانوب والله أعلم. - وفى يوم الثلاثاء المذكور بعد العصر قبض السلطان على شمس الدين بن عوض وعلى ولده الصغير فوضعوهما فى الحديد، وكان سبب ذلك أن الأمير خاير بيك كاشف الغربية أحد الأمراء المقدمين كان متحدثا على بعض بلاد فى تقسيط ابن عوض، فحصل بينه وبين ابن عوض حظّ نفس بسبب ابن جميل أحد مشايخ الغربية وقد شفع فيه عنده فلم يقبل شفاعته، فقال الأمير خاير بيك للسلطان: أنا أثبت لك فى جهة ابن عوض مائة وخمسين ألف دينار، فاعتدل السلطان على ابن عوض وشكّه فى الحديد هو وولده وأرسلهما إلى بيت الأمير خاير بيك، ثم نقلهما من بعد ذلك إلى بيت الزينى بركات بن موسى، وكان الزينى بركات بلغه أن ابن عوض ساعى القبض عليه فبادر إليه ابن موسى، وأشيع بين الناس أن الزينى بركات بن موسى التزم بما قرّر على شمس الدين بن عوض من المال وتسلّمه ونقله إلى داره وشرع فى عقابه وضربه وعصره بالمعاصير فى أصداغه وأكعابه هو وولده وتفنّن فى عذابهما تفنينا، فلم يردّ ابن عوض من المال الذى قرّر عليه إلا اليسير، وكلما زاد فى عقابهما لم يفده من ذلك شيئا، وكان شمس الدين بن عوض متكلما على عدة جهات من البلاد، وقبض عليه السلطان (١)، وابنه متكلما على كتابة الخزائن الشريفة مع مشاركة أولاد الجيعان، وكان ابن عوض من المقرّبين عند السلطان