للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الحديد، وقيل كان عدّتهم، غير المشايخ المذكورين من أعيانهم [وكانوا نحو ثمانية عشر إنسانا] (١)، مائة خمسة وأربعين إنسانا وبعث بهم إلى السلطان، فلما عرضوا على السلطان قصد أن يكلبهم على أبواب القاهرة، فمنعه بعض الأمراء من ذلك وقال له: متى أن قتلت هؤلاء العربان نهبت عرب عزالة إقليم الجيزة عن آخره، فرجع عن قتلهم وأمر بسجنهم فى المقشرة. - وفى يوم الخميس سادس عشره أخلع السلطان على شخص من الأمراء العشرات يقال له قانصوه الفقيه، وأصله من مماليك الأشرف قايتباى، فقرره فى نيابة عينتاب، وقيل نيابة سيس، وكان قبل ذلك فى نيابة سيس ثم عزل عنها، وكان مقيما بمصر بطالا حتى أخلع عليه وولاّه كما كان. - وفى يوم الجمعة سابع عشره نزل السلطان وعدّى إلى الروضة وأقام بالمقياس وصلى هناك صلاة الجمعة، فلما بلغ ذلك قاضى القضاة الشافعى علاى الإخميمى توجّه السلطان إلى المقياس، فتوجّه إليه وخطب به فى جامع المقياس وصلى به الجمعة هناك، ثم إن السلطان أقام فى المقياس إلى بعد العصر ونزل فى مركب وشقّ على برّ الروضة (٢) وطلع من على الجزيرة (٣) الوسطى وأتى إلى القلعة. - وفى يوم السبت ثامن عشره فيه ابتدأ السلطان بضرب الكرة فى الميدان، فطلع إليه الأمراء على جارى العادة، ولكن كان السلطان مخصتكا فى جسده فلم يضرب الكرة إلا ضربا هيّنا حتى يقال إن السلطان ضرب الكرة فى هذه السنة. - وفى يوم الخميس ثالث عشرينه أخلع السلطان على الأمير أزبك المكحّل كاملة صوف صينى بصمور، وألبسه تخفيفة كبيرة التى يسمّونها الناعورة، وكان من حين حضر من ثغر دمياط وهو بتخفيفه صغيرة ولم يدقّ على بابه طبلخاناه، وكان كهيئة الطرخان، فجبر السلطان بقلبه فى ذلك وأخلع عليه (٤) وأعاده إلى التقدمة كما كان. - وفى ذلك اليوم المذكور حضر قاصد من عند سليم شاه بن عثمان ملك الروم، وكان السلطان بالميدان، فلما قرئ


(١) وكانوا … إنسانا: جاءت فى الاصل بعد «إلى السلطان» فى سطر ٢.
(٢) بر الروضة: بروضة.
(٣) الجزيرة: جزيرة.
(٤) عليه: عليه على بانه.