للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الغاية، وكان له مدة طويلة وهو بطّال مختفى فى داره حتى رضى عليه السلطان وأعاده إلى وظائفه، وقيل سعى فى ذلك بثمانية آلاف دينار وخمسة آلاف أردب شعير، فلما أخلع عليه نزل من القلعة فى موكب حفل وقدامه أعيان المباشرين وغير ذلك من أعيان الناس، وكان له يوم مشهود. - وفى يوم السبت رابعه فرق السلطان على المماليك رماحا بسبب لعب الرمح، ثم نفق عليهم فأعطى لكل مملوك ستة أشرفية ثمن خام على جارى العادة، وكان فى السنة الخالية لم يعطهم شيئا، فأعطاهم ستة أشرفية عن هذه السنة وما قبلها حتى يرضيهم وهم غير راضيون (١) بذلك والإشاعات قائمة بوقوع فتنة كبيرة، وصار الناس على رؤوسهم طيرة، ووزعوا التجار قماشهم من الدكاكين خوفا من النهب. - وفى يوم الاثنين سادسه خرج الأمير طومان باى الدوادار الكبير إلى نحو بلاد الصعيد بسبب ضممّ المغل وجمع الأموال، فأخلع عليه السلطان ونزل من القلعة فى موكب حفل، وصحبته الأمراء المقدمون وأعيان المباشرين، وكان ذلك اليوم مشهودا. - وفى يوم الثلاثاء سابعه جلس السلطان على المصطبة بالحوش وفرّق على العسكر ثلاثة أشهر عن ثمن اللحم المنكسر لهم، فغلق لهم إلى آخر سنة تسع عشرة وتسعمائة، وصار لهم من أول سنة عشرين وتسعمائة، وصار يستدعى طبقة بعد طبقة مثل تفرقة الجامكية. - وفى يوم الجمعة عاشره قلع السلطان الصوف ولبس البياض، ووافق ذلك عاشر بشنس القبطى، وكان الوقت رطبا. - وفى يوم السبت حادى عشره عمل السلطان المولد الشريف النبوى، ونصب الخيمة الكبيرة بالحوش، وحضر القضاة الأربعة الذين تولّوا عن قريب، وهذا كان أول اجتماعهم فى المولد النبوى بالقلعة، وحضر الأتابكى سودون العجمى وبقيّة الأمراء المقدمين، فكان المولد فى ذلك اليوم حافلا. - وفى هذا الشهر جاءت الأخبار من الجيزة بأن عرب عزالة نازلين بالقرب من البدرشين، فلما بلغ ذلك الأمير طومان باى الدوادار ركب من وقته وكبس عليهم، فقبض على جماعة من مشايخهم وشكّهم


(١) راضيون: كذا فى الأصل.