الأتابكى سودون العجمى بخمسمائة دينار فى نظير كلفته وتعبه، وأنعم على الأمير أركماس أمير مجلس بأربعمائة دينار، وكذلك الأمير سودون الدوادارى والأمير طومان باى الدوادار والأمير أنصباى حاجب الحجاب وبقية الأمراء المقدمين ممن كان صحبته، وأنعم على الأمراء الطبلخانات ممن كان صحبته وهم قنبك رأس نوبة ثانى ومغلباى الزردكاش وآخرون من الأمراء الطبلخانات فأنعم على كلّ واحد منهم بمائة دينار فى نظير كلفته، وأنعم على الأمراء العشرات ممن كان صحبته لكل واحد منهم بخمسين دينارا فى نظير كلفته، ثم إن السلطان رحل من بركة الحاج ونزل بالريدانية. - فلما كان يوم السبت ثانى عشر صفر ركب السلطان من هناك ودخل من باب النصر وشقّ القاهرة فى موكب حافل بغير شاش ولا قماش، وكان قدامه ولده المقر الناصرى محمد، وهو لابس تبع سلطانى، ولا صنجق سلطانى ولا قبّة ولا طير، فلاقاه القضاة الأربعة من الريدانية ودخلوا القاهرة قدّامه، ولاقاه سائر الأمراء المقدمين قاطبة والمباشرين، وكان الأتابكى سودون العجمى ابنه ضعيف على خطّة فدخل قبل السلطان واشتغل بولده، وكان السلطان ألبس الأمراء المقدمين الذين كانوا صحبته كوامل مخمل أحمر بصمور، وشئ كوامل صوف بصمور، فلما تحققوا الناس دخول السلطان اصطفوا له على الدكاكين بسبب الفرجة، واصطفت له الطبول والزمور على عدة دكاكين من القاهرة، فشقّ من القاهرة وقدامه طبلان وزمران والنفير السلطانى، وقدامه عدة نوب هجن فيهم أربعة نوب بأكوار زركش والبقيّة بأكوار مخمل ملوّن، وكان قدامه من الجنائب نحو أربعين فرسا بعضهم بكنابيش زركش وسروج مغرق، وكان من جملة الجنائب بغال وحجورة بسروج بداوى وركب بداوى فعدّ ذلك من النوادر، وكان قدامه عشر كاشات بأغطية حرير أصفر، وكان قدامه محفّة على بغال بغشى حرير أصفر، فلما مشى الطلب والجنائب والأمراء جاء بعدهم السلطان وقدامه الخاصكية مشاة ورؤوس النوب والشبابة السلطانية والشعراء، وكان لابسا تخفيفة صغيرة ملساء (١)