للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تلك الأغربة بما فيهم من مكاحل نحاس وحديد وغير ذلك من آلة السلاح فصرف على ذلك من مال السلطان نحو أربعمائة ألف دينار وكسور على ما قيل، وكان الرئيس سلمان العثمانى هو الشاد على عمارة تلك الأغربة وهو المشار إليه فى ذلك، فلما حضر السلطان مدّ له هناك الرئيس سلمان مدّة حافلة فأخلع عليه السلطان كاملة مخمل أحمر بصمور وأنعم عليه بألف دينار، وأخلع على جماعة من النجارين والحدادين والقلافطة لكل واحد خلعة سنية، وقيل إن فى ذلك اليوم احترق جماعة من الصناع الذين يصحنون البارود فمات منهم نحو عشرين إنسانا، وقيل إن النار تعلقت فى قلع غراب من الأغربة فأحرقته عن آخره، فكان مصروف ذلك القلع نحو خمسمائة دينار لأن قلوع بحر الملح بخلاف قلوع بحر النيل، وأشيع أن السلطان عبث على بعض الأمراء فأنزلهم فى الغراب الكبير الذى برسم الباش وكان به قاعة تحت المقعد الذى يجلس فيه الباش، فرسم للأمراء بأن ينزلوا إلى تلك القاعة فنزل الأمير سودون الدوادارى رأس نوبة النوب والأمير أنصباى حاجب الحجاب والأمير علان الدوادار الثانى وآخرون من الأمراء، فلما استقرّوا بتلك القاعة طلع الأمير طومان باى الدوادار وأغلق على الأمراء باب الطابقة التى على تلك القاعة وتكاسل عنهم ساعة؛ فظنوا الأمراء أن السلطان قد قبض عليهم بهذه الحيلة التى عملها عليهم فأقاموا والطابقة مغلوقة عليهم نحو عشر درجات فضاق الأمر عليهم وساء بهم الظن، فعند ذلك جاء إليهم الأمير طومان باى الدوادار فقال لهم: من أراد أن يطلع من الطابقة يحضر كلّ واحد منكم قنطار سكر للسلطان، فما صدّقوا بذلك وقالوا: السمع والطاعة، ففتح لهم باب الطابقة فطلعوا وهم فى غاية الاضطراب، وكانت إقامة السلطان فى السويس ثلاثة أيام، وقد أنشأ السلطان هناك خانا ودكاكين وبعض دور وغير ذلك من الأبنية المفيدة، وحفر هناك آبار وصنع عليها سواقى، فلما عاد السلطان إلى بركة الحاج أنعم على الأمراء الذين كانوا بصحبته فأنعم على