قاضى القضاة عبد البر أرسل أولاده إلى الطور، فقامت زوجته بنت الأمير يشبك الدوادار على أمير آخور وقالت له: ارسل ولدى صحبة أولاد القاضى، فعمل لها سنيح وخرجت فى محفّة وابنها صحبتها، ثم عمل مثل ذلك الأمير جان بردى الذى كان باش المجاورين فأرسل ولده صحبة ابن أمير آخور، ثم إن الأمير نوروز تاجر المماليك أرسل ولده وسراريه صحبة ابن أمير آخور، ثم إن أنصباى حاجب الحجّاب أرسل جماعة من مماليكه إلى هناك، وكذلك الأمير تمر الزردكاش أحد المقدّمين، وتبعهم جماعة من أعيان الناس على ذلك وأرسلوا أولادهم إلى الطور خوفا عليهم من الطعن، وهذا شئ لم تفعله الأمراء قط سوى فى هذا الفصل من عظم ما وقع فى قلوب الناس من الرعب من هذا الطاعون، ومع أنه كان خفيفا جدّا بالنسبة إلى الطواعين المتقدمة، انتهى ذلك. - وفى هذا الشهر أمر السلطان بهدم القبّة التى أنشأها بمدرسته التى فى الشرابشيين وكانت قد تشقّقت وآلت إلى السقوط، فهدموها عن آخرها ثم أعادوها ثانية. - وفى يوم الأربعاء سابعه كانت وفاة قاضى القضاة الحنبلى، وهو شهاب الدين أحمد بن على ابن أحمد الشيشينى الحنبلى، وكان علاّمة فى مذهبه من أهل العلم والفضل، ومولده سنة أربع وأربعين وثمانمائة، وكان قد شاخ وكبر سنّه وناف عن السبعين سنة من العمر، ومات بالطاعون، وصلى عليه فى الجامع الأزهر، وكانت جنازته حافلة. - وفى يوم الخميس ثامنه توفى الأمير تغرى برمش السيفى كسباى الششمانى المؤيدى المعروف بالرماح، وكان تغرى برمش رئيسا حشما تولى الوزارة غير ما مرّة وأقام بها مدة طويلة، وكان قد طعن فى السن وذهل فى عقله، وقد باشر ديوان الوزارة أحسن مباشرة. - وفى يوم السبت عاشره نزل السلطان وتوجّه إلى الميدان المهارة (١) الذى بقناطر السباع وكشف على العمارة التى أنشأها بالميدان، ثم توجّه من هناك إلى الروضة وأقام بالمقياس ذلك اليوم. - وفى ذلك اليوم كان عقد مجلس