للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد الأمراء المقدّمين، فلما طلع إلى القلعة أخلع عليه السلطان خلعة سنية ونزل من القلعة فى موكب حافل، ولكن كان الثناء الحسن من الحجّاج بالركب الأول للأمير يوسف الناصرى، ولم يثنوا الحجّاج عن الأمير تمر أمير المحمل خيرا وشكوا من بخله فى الطريق، الحجّاج قاطبة. - وفى يوم الجمعة فى الرابع والعشرين منه أمطرت السماء حصا قدر البندق وذلك وقت صلاة الجمعة، حتى أعاق الناس عن دخول الجامع من شدّة الأمطار والوحل، وذلك بعد نقل الشمس إلى برج الحمل، فعدّ ذلك من النوادر. - وفى يوم الاثنين سابع عشرينه خرج الأمير طومان باى الدوادار الكبير وتوجّه إلى نحو جهات الصعيد بسبب مساحة الأراضى وضمّ المغل، فنزل من القلعة فى موكب حافل وطلب طلبا حربيا (١)، وكان له يوم مشهود. - وفى يوم الثلاثاء ثامن عشرينه نزل السلطان وعدّى إلى المقياس وأقام به إلى أواخر النهار، وأشيع بين الناس أنه عمر مركبا ببولاق على صفة المركب القديم المسماة بالذهبية، فلما فرغ منها العمل أمر بأن تزين بالصناجق ويضعوا فيها الطبول والزمور والنفوط وتجئ وهى على هذه الهيئة من بولاق إلى تحت المقياس حتى يشاهدها السلطان وهو بالمقياس، فانشرح السلطان فى ذلك اليوم إلى الغاية وابتهج، ثم صلّى العصر وعدّى وطلع إلى القلعة، وكان له يوم مشهود.

وفى صفر تزايد أمر الطاعون بالديار المصرية وحصل للناس غاية الرعب، فهرّب قاضى القضاة الحنفى عبد البرّ بن الشحنة أولاده من أمر الطاعون فأخرجهم إلى نحو جبل الطور، وله بذلك عادة بأنّه يهرّب أولاده الصغار إلى جبل الطور فى أيام الفصول ويسلمون من الطاعون ويجوا (٢) بعد مضى الفصل وهم سالمون، لا يفقد منهم أحدا حتى ولا من عياله، ويقال إن تلك الجهات لا يدخلها الطاعون، ثم إن القاضى عبد البرّ حسّن للسلطان عبارة بأن يرسل ولده إلى هناك فلم يوافق على ذلك، ثم إن الأمير قانى باى أمير آخور كبير لما رأى


(١) طلبا حربيا: طلبلا حربى.
(٢) ويجوا، أى ويجيئون.