للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آذانها، وراحت على من راح. - وفى يوم الخميس سادس عشره أخلع السلطان على شخص من مماليكه يسمّى جان بردى وقرّره فى نيابة طرسوس، وكان من الأمراء العشرات. - وفى يوم الأحد تاسع عشره كان فيه فطر النصارى، فنزل السلطان فى ذلك اليوم إلى قبّة يشبك التى بالمطرية وأقام بها إلى أواخر النهار، وعزم على جماعة من الأمراء ومدّ هناك أسمطة حافلة وانشرح فى ذلك اليوم، ثم عاد (١) إلى القلعة قبل غروب الشمس، وكان يوما حافلا. - وفى يوم الاثنين عشرينه كان أول يوم فى الخماسين وهو عيد النصارى، فكانت النصارى فى هذا العيد فى غاية النكد بسبب ما قرّر عليهم السلطان من المال، وهو نحو من عشرين ألف دينار، وذلك بسبب أنهم يشترى لهم جوار للخدمة، فتغيّر خاطر السلطان عليهم ومنعهم من ذلك، وقد ترافعوا فى بعضهم فحنق منهم السلطان وصادرهم وضيّق عليهم، فكانوا فى هذا العيد فى غاية الضرر. - وفى يوم الاثنين المذكور وقعت زلزلة خفيفة، واستمرّت تعاود الناس ثلاث مرار والأرض تضطرب اضطرابا ظاهرا، وكان هذا كله دلائل على تزايد أمر الطاعون، فلما دخلت الخماسين تزايد أمر الطاعون وفتك فى الناس فتكا ذريعا، ثم إن بعض الحكماء أشار (٢) على السلطان بأن يلبس فى أصابعه خواتم ياقوت أحمر فإنه ينفع لمنع الطاعون، فأخرج من الذخيرة فصّين ياقوت أحمر مثمّنة وصاغهما على ذهب خاتمين، وصار يلبسهما دائما ويجلس فى المواكب وهو لابس تلك الخواتم فى أصابعه، حتى عدّ ذلك من النوادر، ولا سيما من سلطان تركى. - وفى يوم الثلاثاء حادى عشرينه ثارت رياح عاصفة، وقام فى الجوّ رعد شديد وبرق وأمطرت السماء مطرا غزيرا، وذلك بعد نقل الشمس إلى برج الحمل بأيام عديدة. - وفى يوم الأربعاء ثانى عشرينه دخل أمير الحاجّ بالركب الأول وهو يوسف الناصرى، وصحبته الأمير خاير بيك العلاى المعمار باش المجاورين. - وفى يوم الخميس ثالث عشرينه دخل المحمل إلى القاهرة صحبة الأمير تمر الزردكاش


(١) عاد: عاده.
(٢) أشار: ايشار.