للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دهشور وهى بلد الخليفة، فأقبل عليه السلطان وترحّب به وبالغ فى إكرامه وتعظيمه وألبسه سلارى صوف فستقى بصمور من ملابسه، قيل أن مشترى صموره ثلثمائة دينار، وكان الخليفة لما توجه السلطان إلى الفيوم مرّ من على دهشور بلد الخليفة فقدّم إليه الخليفة مهارة وأغناما وأبقارا وأشياء كثيرة من دجاج وأوز؛ ومن أنواع الأكل قدور عسل نحل وجرر لبن وغير ذلك أشياء كثيرة، فشكر له ذلك، ثم إن السلطان أتى إلى الوطاق الذى تركه منصوبا تحت الأهرام ومضى إلى الفيوم، فلما نزل بالوطاق تسامعت به الناس فتوجهت إليه قضاة القضاة وهم كمال الدين الطويل الشافعى ومحيى الدين يحيى الدميرى المالكى والشهاب أحمد الشيشينى الحنبلى، وخرج إليه غالب أعيان الناس، فنزل السلطان بالوطاق يوم الأربعاء سادس عشرينه، فأقام به يوم الأربعاء والخميس وأحرق هناك إحراقة نفط ثانية، فلما كان يوم الجمعة عدّى السلطان من هناك ونزل بالمقياس فأقام به إلى يوم الأحد سلخ الشهر، فتوجه إليه هناك أولاد ابن عثمان الذين حضروا كما تقدم القول على ذلك.

فلما كان يوم الاثنين مستهل ذى الحجة عدّى السلطان من المقياس وأتى إلى بر مصر وركب من هناك، ومشت قدّامه الرؤوس النوب بالعصى، ومشى قدّامه الجم الغفير من الخاصكية بغير شاش ولا قماش، وركب قدّامه الأتابكى سودون العجمى والأمير أركماس أمير مجلس والأمير طومان باى الدوادار الكبير وحاجب الحجّاب أنصباى، وجماعة من الأمراء المقدّمين والأمراء الطبلخانات والأمراء العشرات وأعيان المباشرين من أرباب الوظائف، وكان قاضى القضاة الحنفى عبد البرّ بن الشحنة مسافرا صحبة السلطان فركب قدّامه، فألبس السلطان الأمراء المقدّمين كوامل مخمل أحمر بصمور وهم أمير كبير وأمير مجلس والدوادار الكبير، وألبس بقيّة الأمراء المقدّمين كوامل صوف بصمور، وكذلك جماعة من الأمراء الطبلخانات من أرباب الوظائف ممن كان مسافرا مع السلطان، وألبس قاضى