للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحنفى عبد البرّ بن الشحنة وجماعة من الأمراء المقدّمين ومن الأمراء الطبلخانات والعشرات والخاصكية، فتوجهوا على الهجن وساروا إلى الفيوم. - وفى يوم الاثنين المذكور فرّقت الجامكية على العسكر فى غيبة السلطان بباب القلة، وحضر ذلك مقدّم المماليك والأمير خاير بيك الخازندار والوزير يوسف البدرى، وغير ذلك من الأعيان مثل القاضى بركات بن موسى المحتسب وغيره. - ومن الحوادث فى عيبة السلطان قد حضر المقرّ علاى الدين بيك أخو سليمان بيك أولاد المقرّ الشهابى أحمد بن السلطان أبو يزيد بن عثمان ملك الروم، وكان توجّه إلى زيارة بيت المقدس فلم يحضر صحبة (١) أخيه سليمان بيك لما حضر، فأنزلوه عند ما حضر فى بيت الأتابكى تمراز الذى عند القبو إلى أن يحضر السلطان. - فلما توجّه السلطان إلى الفيوم وجدها خرابا وشرّق غالبها وقد تقطع الجسر الذى بها، فلم يقم بها السلطان سوى ليلة واحدة، ورسم للأمير أرزمك الناشف أحد الأمراء المقدّمين بأن يقيم هناك حتى يعمّر الجسر الذى بها، ثم إن السلطان رسم له بأن يفرد على البلاد التى هناك من إقطاعات ورزق على كل فدان طين عشرة أنصاف، وقيل أفرد على المقطعين هناك ثلث ما لهم من الخراج، فحصل للمقطعين بسبب ذلك غاية الضرر، وكان قبل ذلك رسم السلطان بعمارة جسر أم دينار الذى بالجيزة، فندب إلى عمارته الشرفى يونس نقيب الجيش وشخصا آخر من المباشرين يقال له جمال الدين، فأفردوا على البلاد والرزق والإقطاعات التى هناك فى إقليم الجيزية الثلث من الخراج، فحصل للمقطعين [الضرر الشامل، وصار يتعسف معهم] ويستخرج منهم المال، وصار السلطان يعوّق جوامك المماليك الذين لهم إقطاعات فى إقليم الجيزة بسبب عمارة هذا الجسر، فما أبقى نقيب الجيش فى ذلك ممكنا من باب المظالم ولا سيما شدّة عسفه فى المظالم السلطانية. - ثم جاءت الأخبار بأن السلطان قد قصد العود من الفيوم، فخرج إلى تلقيه أمير المؤمنين وهو المتوكل على الله محمّد فلاقاه من


(١) صحبة: صحبته.