للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو الذى كان شادا على عمارة الصور والأبراج التى أنشأها السلطان بجدّة وجاءت من أحسن المبانى، وكان الأمير حسين قرّر فى نيابة جدّة فى هذه المدّة، وأظهر هناك الفتك والعظمة، وجار على التجار فى أمر العشر، وأظلم الناس قاطبة حتى ضجّوا منه، وتوجّه فى هذه المدّة إلى جماعة من ملوك الهند، ولما حضر الأمير حسين جاء صحبته قاصد من عند الملك مظفر شاه بن الملك محمود شاه صاحب كنباية، الذى توفى إلى رحمة الله تعالى، فحضر قاصد الملك مظفر شاه حتى يأخذ له من الخليفة تقليدا بولايته على كنباية، فأخلع السلطان على الأمير حسين وعلى قاصد ملك الهند، ونزلا فى موكب حافل.

وفى شوال كان العيد يوم الجمعة، وخطب فى ذلك اليوم خطبتان، وكان موكب العيد حافلا. - وفى يوم الاثنين رابعه طلع الأمير حسين بتقدمة حافلة للسلطان، ومثلها تقدمة من عند قاصد ملك الهند صاحب كنباية، وكانت تقدمة الأمير حسين لها المنتهى من كلّ صنف فاخر. - وفى يوم الثلاثاء خامسه حضر القاضى علاى الدين ناظر الخاصّ، وقد تقدم القول على أنه توجّه إلى مكة [لينظر فى أمر] من يلى أمرة مكة عوضا عن الشريف قايتباى الذى توفى، فلما حضر ناظر الخاصّ حضر صحبته ابن الشريف بركات، وحضر صحبتهم موذن عزورة أمير مكة وهو صبىّ صغير السن يقال له محمد أبو نمىّ، وحضر معه ابن عمه الشريف عرعر، وحضر صحبتهم قاضى قضاة مكة الشافعى والقاضى المالكى، فلما أقبلوا قام لهم السلطان وأكرمهم غاية الإكرام وأخلع عليهم كوامل بصمور، وعلى ناظر الخاصّ، وقد لاقاهم لما دخلوا قضاة مصر الأربعة والقاضى كاتب السرّ ابن أجا وأعيان الناس، فنزلوا فى مكان عدّ لهم. - وفى يوم الأربعاء سادسه نزل السلطان إلى قبّة الأمير يشبك التى بالمطرية، فأقام بها إلى ما بعد الظهر، ثم عاد إلى القلعة. - وفى يوم الخميس رابع عشره جلس السلطان بالميدان وعرضوا عليه كسوة الكعبة الشريفة والبرقع ومقام إبراهيم والمحمل، وشقّوا بهم من القاهرة، وكان لهم يوم مشهود. -