للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى يوم الاثنين ثامن عشره خرج الحاج من القاهرة وصحبتهم المحمل الشريف، وكان أمير ركب المحمل تمر الحسنى أحد الأمراء المقدّمين، وبالركب الأول يوسف الناصرى شاد الشراب خاناه الذى كان نائب حماة، وخرج صحبتهما الأمير قطلوباى الذى قرّر باش المجاورين، فكان لخروجهم يوم مشهود، وظهر لهم أطلاب حافلة حتى رجّت لهم القاهرة، وخرج قدام المحمل الأفيال الكبار وهى مزيّنة باللبوس، وعلى ظهورهم الصناجق، وقدّامهم الطبول والزمور، وخرج قدّام المحمل القضاة الأربعة وقضاة مكة الذين حضروا وابن الشريف أمير مكة، وخرج قدّام أمراء الحاجّ أعيان الأمراء، وكان يوما مشهودا. - وفى يوم السبت ثالث عشرينه نزل السلطان وتوجّه إلى نحو قبة مصطفى التى فى المرج والزيات، وبات بها تلك الليلة وأقام هناك. -[وفى] يوم الأربعاء سابع عشرينه نزل السلطان إلى نحو تربة العادل وجلس هناك، وجرّبوا قدّامه عدّة مكاحل، ثم أقام هناك إلى بعد العصر وعاد إلى القلعة. - وفيه توفى المعلّم عبد القادر الشمّاع، وكان علاّمة فى فن التقويم وأخبار الفلك. - وفى أواخر هذا الشهر توفى الأمير أينال شاد العمائر السلطانية، وكان أصله من مماليك الأتابكى أزبك من ططخ، وأنعم عليه السلطان بأمرة عشرة، وكان عنده من المقرّبين، وكان عارفا بأمور الهندسة وأحوال البناء، وكان لا بأس به. - وفى هذا الشهر رسم السلطان بتجديد عمارة ميدان المهارة الذى بالقرب من قناطر السباع، فشرع فى ذلك وأمر الأمير قانى باى قرا أمير آخور كبير بأن يتولى أمر العمارة ويباشر ذلك بنفسه، فامتثل ما رسم به وأظهر العزم فى ذلك.

وفى ذى القعدة فى يوم الأربعاء خامسه نزل السلطان إلى نحو تربة العادل التى تجاه المطرية، وجلس على المصطبة التى هناك، وجرّبوا قدّامه عدّة مكاحل بأحجار كبار، ثم توجّه إلى قبّة يشبك التى هناك وأمر بعمارة فساقى وحفر بئر بسبب مرور المسافرين من هناك، وشرع فى فتح عمارة كبيرة وجعل الأمير تانى بيك