لهم بسكوة على العيد، ثم ركب من هناك وطلع إلى القلعة. - وفى يوم الاثنين عشرينه أخلع السلطان على الشيخ خليل بن إسمعيل بن شبانة، شيخ عربان جبل نابلس، وقرّره على عادته فى مشيخته بجبل نابلس وقد سعى فى ذلك بمال له صورة. - وفيه وقعت نادرة غريبة وهو أن شخصا من النصارى يقال له عبد الصليب، وهو من نواحى دلجة من الجهات القبلية، فقيل عنه إنه وقع فى حق النبىّ ﷺ بكلمات فاحشة، فشهدوا عليه جماعة بذلك وكتبوا به محضرا وثبت على قاضى الناحية، فلما أحضروا النصرانى إلى بين يدى السلطان فاعترف بما قاله فى حقّ النبىّ ﷺ، فأعرضوا عليه الإسلام فأبى، فبعثه السلطان إلى بيت الأمير طومان باى الدوادار، فعقد له مجلس فاعترف بين يدى القضاة بما قاله وصمّم على ذلك، وقد بايع نفسه على عدم تغيير دينه، فحكموا القضاة بسفك دمه، وثبت ذلك على بعض نوّاب المالكية فأركبوه على جمل وهو مسمّر وأشهروه فى القاهرة حتى أتوا به إلى عند المدرسة الصالحية، فضربوا عنقه تحت شبّاك المدرسة، ثم إن العوامّ أحضروا له النار والحطب وأحرقوا جثّته فى وسط السوق، فلما دخل الليل أكلوا الكلاب عظامه ومضى أمره. - وفى يوم الأربعاء ثامن عشرينه عرض السلطان خلع العيد، وكانوا فى هذه السنة فى غاية الوحاشة، وهم بحكم النصف عن كلّ سنة، وتعوّق غالب الخلع وسبب ذلك أن ناظر الخاص كان مسافرا فى الحجاز. - وفى ذلك اليوم كان ختم البخارى بالقلعة، وحضر القضاة الأربعة، وفرّقت الخلع والصرر على من له عادة، وكان ختما حافلا بالحوش السلطانى فى الخيمة المدوّرة. - وفى يوم الخميس سلخ الشهر حضر الأمير حسين الذى كان توجّه باش التجريدة التى توجّهت إلى بلاد الهند، وكانت مدّة غيبة الأمير حسين فى هذه السفرة نحوا من سبع سنين وثلاثة أشهر، وتوجّه إلى بلاد الهند واتقع هناك مع الفرنج وكسروه ونهبوا ما كان معه من المراكب والسلاح، وجرى عليه شدائد ومحنا،