المقدّم ذكرهما وهى مزيّنة بالصناجق واللبوس، وقدّامهما الطبول والزمور. - وفيه حضر إلى الأبواب الشريفة الرئيس حامد المغربى وكان السلطان أرسله إلى بلاد ابن عثمان ليشترى أخشاب وحبال ومكاحل نحاس، فلما بلغ ابن عثمان مجيئه أكرمه وأرسل صحبته إلى السلطان عدّة مكاحل نحاس وحديد وأخشاب وحبال، وغير ذلك أشياء كثيرة فى مراكب موسوقة. - وفى يوم الجمعة عاشره حضر على الجركسى قاصدا من عند خاير بيك نائب حلب، وكان السلطان أنعم على الجركسى بأمرة عشرة بحلب وجعله حاجبا ثانيا هناك، وذلك لأجل خاطر خاير بيك نائب حلب، ويقال أن على الجركسى هذا كان أصل أبيه فرّانا، وكان علىّ حسن الشكل فأخذه الأمير خاير بيك عنده بجمقدارا وربّاه صغيرا حتى كبر، فلا زال يرقى حتى بقى حاجبا ثانيا بحلب، والعبد بسعده لا بأبيه ولا بجدّه. - وفيه كان ما وقع لرئيسة المغانى، وهى امرأة يقال لها هيفة اللذيذة، وقد رافعها بعض أعدائها بأن لها دائرة كبيرة من المال ولها حلّة للكرى، فلما سمع السلطان ذلك قبض عليها وأقامت فى الترسيم، وعرضت للضرب غير ما مرّة، وقرّر عليها خمسة آلاف دينار، فباعت الحلى وجميع ما تملكه وأوردت ألف دينار، وقد تكلم لها القاضى بركات بن موسى بأنها لا تملك غير ذلك، فقرّر عليها بعد ذلك خمسمائة دينار تردّ فى كلّ شهر مائة دينار على كلّ جامكية، وقد طفّل السلطان نفسه إلى مصادرات المغانى أيضا، والأمر لله. - وفى يوم الخميس سادس عشره فرّق السلطان الكسوة مع الجامكية، ولكن جعل كسوة أولاد الناس والمماليك العواجز ألفى درهم، وصار لا يأخذ كسوة ثلاثة [آلاف] درهم سوى المماليك القرانصة وجلبانه فقط. - وفى ذلك اليوم حضر سيف نائب كختا، وأشيع أنه مات قتيلا من بعض التراكمة. - وفى يوم الأحد تاسع عشره نزل السلطان وسيّر إلى نحو المطريّة، ثم دخل من باب النصر وشقّ من القاهرة ونزل فى مدرسته وزار قبر أولاده (١)، ثم أعرض الأيتام الذين بالمكتب ورسم