للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى قيد الحياة وقد تحيّل على أهل رودس حتى أخذها (١) منهم وملكها وأسر أهل (٢) المدينة بحيلة، وأن الأمير محمد بيك قد وصل إلى الطينة وأرسل يطلب فرسا وقماشا، فأخذ المملوك منه المطالعات وحضر إلى عند السلطان، فلما قرأ تلك المطالعات انصاغ لذلك الكلام وظنّ أنه حق، فأخلع على ذلك المملوك خلعة، وفرّق على الأمراء مطالعاتهم، وهمّ أن يدقّ الكوسات لهذا الخبر، وأرسل صحبة ذلك المملوك فرسا وبقجة فيها قماش، وكذلك الأمير طقطباى نائب القلعة، والأمير أنصباى حاجب الحجّاب، فأخذ المملوك القماش والخيل ومضى، ثم ظهر فى عقيب ذلك أن هذا الكلام كذب مصنوع، فعيّن السلطان يحيى بن نكار دوادار والى القاهرة بأن يتوجه خلف ذلك المملوك ويحضره ويحضر الرجل الشامى الذى دفع إليه المطالعات، فغاب أيّاما وأحضر المملوك وما أخذه من الخيول والقماش، وأحضر ذلك الرجل الشامى الذى جاء بالمطالعات، فلما حضر بين يدى السلطان حزق عليه بالكلام فاعترف أنه صنع تلك الكتب افتعالا عن الأمير محمد بيك، وأن شدّة الفقر أحوجته إلى ذلك، فقال له السلطان:

كنت أنت وقفت إلى وطلبت منى شيئا كنت أنعم عليك به، ثم عرّاه بين يديه ليضربه بالمقارع فوجد فى أجنابه أثر الضرب بالمقارع، فسأله عن ذلك، فاعترف أنه كذب مرة أخرى على خاير بيك نائب حلب فضربه بالمقارع وقطع أنفه، ثم إن السلطان ضربه بين يديه وبعثه إلى المقشرة من يومه، واستعاد الخيول والقماش من ذلك المملوك الذى أتى بالمطالعات، انتهى ذلك. - وفيه أنعم السلطان على تمرباى الهندى [الذى] توجه قاصدا إلى الصوفى بأمرة طبلخاناه، وكان قبل أن يسافر أمير عشرة. - وفى يوم الجمعة تاسعه تلاقى ماء النيل ودخل إلى الزربية، وكان له يوم مشهود، وكان السلطان فى العام الماضى سدّ خليج الزربية وعمل له جسرا من عند قنطرة موردة الجبس، فلم تسكن بيوت الزربيّة فى العام الماضى،


(١) أخذها: أخذ.
(٢) أهل: أهلها.