للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرابط ملك الروم وصاحب مدينة الروم بالقسطنطينية العظمى وما مع ذلك من الفتوحات، وهو السلطان أبو يزيد بن السلطان محمد بن السلطان مراد خان ابن أبى يزيد المعروف بيلدرم بن أورخان (١) بن أردن على بن عثمان ابن سليمان بن عثمان الأكبر الذى مات شهيدا بالغزاة، وكان مولد السلطان أبا يزيد سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، وولى على ملك الروم وجلس على سرير الملك يوم السبت تاسع عشر ربيع الأول سنة ست وثمانين وثمانمائة، وأقام فيه إلى سنة ثمان عشرة وتسعمائة فقدمت الأخبار بوفاته يوم الجمعة ثانى جمادى الأولى من هذه السنة، فكانت مدّة ولايته على مملكة الروم نحوا من ثلاث وثلاثين سنة إلا أشهر، وفتح فى أيامه عدّة مدن من بلاد الفرنج، وانتشر ذكره بالعدل فى سائر الآفاق، وكان من خيار ملوك بنى عثمان قاطبة، ولما مات خلف من الأولاد الذكور ثلاثة وهم قرقد بيك وكان أكبرهم، وأحمد بيك، وسليم شاه الذى عهد له بالملك بعده، فتولى على ملك الروم فى حياة والده أبى يزيد، وقد جاءت الأخبار بولايته على مملكة الروم قبل وفاة أبيه، فلما تحقق السلطان وفاته بكى عليه وأظهر الحزن والأسف، ثم صلّى عليه صلاة الغيبة بالقلعة، فلما شاع الخبر بموته فى ذلك اليوم بين الناس فصلوا عليه صلاة الغيبة بعد صلاة الجمعة فى الجامع الأزهر وجامع الحاكم وجامع ابن طولون وفى جامع السلطان الذى بالشرابشيين وغير ذلك، وقد حزنوا عليه الناس فإنه كان قامعا للفرنج لا يفتر عن الجهاد فيهم ليلا ولا نهارا، وكان به نفع للمسلمين، انتهى ذلك. - وفى يوم الأحد رابعه أشيع بين الناس بموت أمير مكة الشريف قايتباى، وبموت الشيخ عامر صاحب اليمن وكان من خيار ملوك اليمن، وبموت الخواجا عيسى القارى وكان من أعيان تجّار مكّة وهو فى سعة من المال وله شهرة زائدة. - وفى يوم


(١) أورخان: أورجان -. بن أردن على: كذا فى الأصل، ولعله يقصد «أرطغرل»، ويلاحظ أن الترتيب المعروف للاسماء هو: أورخان بن عثمان بن أرطغرل بن سليمان.