للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السحابة الزركش، وحضر الأمراء المقدمون واجتمع العسكر، وأمر بأن يزيّن باب الزردخاناه فزيّنوه فى ذلك اليوم بآلة السلاح والصناجق واللبوس، فخرج القاصد من بيت قانى باى سلق وصحبته أزدمر المهمندار والأمير كرتباى والى القاهرة، فطلع القاصد وصحبته تقدمة إلى السلطان فكانت نحوا من أربعين حمّالا، عليها من الفهودة سبعة وقيل كانوا تسعة فمات منهم اثنان، فلما طلعوا بهم إلى القلعة جعلوا عليهم أجلال حرير، ومن جملة هذه التقدمة طوالة (١) خيل، ومنها حمّال عليه فضيّات ما بين أباريق (٢) فضّة وشربات وطاسات ذهب، ومنها حمّالين عليها زرديات وخوذ خاصّ وأثواب مخمل ملوّن ولبوس خيل مكفتة (٣)، ومنها حمّالين عليها أقواس (٤) حلقة، وحمّالين عليها شقق حرير برصاوى مقصب، وحمّالين عليها بعلبكى، وغير ذلك أشياء كثيرة ما بين سجاجيد (٥) رومى ومديات وغير ذلك، فلما طلع القاصد بين يدى السلطان وكانوا اثنين، قيل هما من أعيان أمراء الصوفى، فباسوا الأرض للسلطان ثم تقدّموا وباسوا ركبة السلطان، وقدموا إليه مطالعة شاه إسمعيل الصوفى، فلما قرئت بين يدى السلطان بحضرة الأمراء وجد فيها ألفاظ يابسة وكلام فجّ، فلم ينشرح السلطان لذلك وظهر فى وجهه الكظم، ثم نزل القاصد من عند السلطان إلى المكان الذى عدّ له، ثم فى عقيب ذلك اليوم طلع قاصد ملك الكرج، وصحبته تقدمة حافلة للسلطان ما بين صمور ووشق وسنجاب وصوف، وغير ذلك أشياء حافلة. - وفيه تغير خاطر السلطان على الناصرى محمد بن الشهابى أحمد بن الأمير أسنبغا الطيارى الكلبكى أمير شكار، فلما تغير خاطره عليه قبض عليه وأودعه فى الترسيم وقرّر عليه ألف دينار فأغلظ على السلطان فى القول، فحنق منه فرسم بنفيه إلى قوص، فلم يجسر أحد من الأمراء أن يشفع فيه، وكان الناصرى محمد عنده شمم زائد ورقاعة فلم يرث له أحد من الناس، فكتب وصيته وتوجه إلى نحو الصعيد، والذى أكله كركى تقاياه بلشون. - وفيه فى يوم الأحد عشرينه نزل السلطان


(١) طوالة: طوالت.
(٢) أباريق: ابرايق.
(٣) مكفتة: مكفتية.
(٤) أقواس: أقواص.
(٥) سجاجيد: سجاسجيد.