للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبع وخمسين مكحلة (١)، فلم يخطئ منهم سوى واحدة وقيل اثنان، والذى صحّ من المكاحل فيهم من عدّى حجره إلى قريب بركة الحاجّ، فانشرح السلطان فى ذلك اليوم إلى الغاية، وأقام هناك إلى بعد العصر ونصب له خيمة كبيرة وهى الخيمة التى أهداها إليه على دولات وقد تقدم ذكر ذلك، ومدّ هناك أسمطة حافلة وكان يوما مشهودا. - وفى ذلك اليوم طلع ابن أبى الرداد ببشارة النيل، وجاءت القاعدة ستة أذرع، أنقص من العام الماضى بذراع. - ولما عاد السلطان إلى القلعة طلع من بين الترب ولم يشقّ من القاهرة. - وفى يوم السبت ثانى عشره حضر إلى الأبواب الشريفة الأمير تمر باى الهندى أحد الأمراء العشرات، الذى كان قد توجه قاصدا إلى الصوفى شاه إسمعيل ملك العراقين، وكانت مدّة غيبته فى هذه السفرة نحوا من سنتين، وقد قاسى شدائد ومحنا، وماتت خيوله وجماعة من غلمانه ومن الخاصكية الذين كانوا صحبته، ولم ينصفه الصوفى ولا أكرمه، وقيل لم يقابله غير مرّة واحدة ولم يكتب له الجواب عن مطالعة السلطان التى أرسلها إليه، وأرسل جوابه صحبة قاصده، فلما نزل تمر باى إلى خانقة سرياقوس أرسل عرّف السلطان أن قاصد الصوفى جاء صحبته وقاصد من عند ملك الكرج، فعيّن السلطان الزينى بركات بن موسى المحتسب بأن يلاقيهم ويمدّ لهم هناك مدّة، فتوجه إلى الخانكاه ومدّ لهم هناك مدّة حافلة، فلما دخل قاصد الصوفى أنزلوه فى بيت قانى باى سلق الذى فى رأس الرملة عند سويقة عبد المنعم، وكان مع هذا القاصد نحو من مائة إنسان من جماعة الصوفى، وقيل إن هذا القاصد شديد البأس أغلظ على نائب حلب فى القول لما قدم عليه. - وفى ذلك اليوم ضرب السلطان الكرة فى الميدان، فتقنطر فى ذلك اليوم الأمير سودون الدوادارى رأس نوبة النوب، فنزل على كتفه فانصدع فتألم لذلك. - وفى يوم الاثنين رابع عشره طلع قاصد الصوفى إلى القلعة وقابل السلطان، فأوكب السلطان بالحوش من غير شاش ولا قماش، وجلس على المصطبة التى أنشأها ونصب


(١) مكحلة: مكحة.