للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معه جماعة من الأمراء والمماليك السلطانية، وكان صحبته الأمير خاير بيك الكاشف أحد المقدّمين ممن كان من مضافاته، فخرج فى موكب حافل وكان له يوم مشهود. - وفى يوم الخميس ثامن عشره أرسل نائب سيس إلى السلطان عشرة رؤوس وعليهم طراطير حمر، وزعموا أنهم، من عسكر الصوفى كانوا يفسدون فى البلاد، فقبض عليهم نائب سيس وحزّ رؤوسهم وأرسلهم إلى السلطان، فلما عرضوا عليه رسم بإشهارهم على رماح فأشهروهم فى القاهرة ثم علّقوهم على باب النصر وباب الفتوح، وقد قويت الإشاعات بأن الصوفى متحرك على البلاد، وأن قاصده واصل إلى السلطان. - وفى يوم الاثنين ثانى عشرينه أخلع السلطان على الأمير تمر الحسنى المعروف بالزردكاش أحد الأمراء المقدّمين وقرّره فى أمرة الحاجّ بركب المحمل، وأخلع على الأمير يوسف الناصرى شاد الشراب خاناه الذى كان نائب حماة فيما تقدم وقرّره فى أمرة الحاجّ بالركب الأوّل (١) فتشكى من ذلك فلم يقبل. - وفيه رسم السلطان لكاشف الشرقية وكاشف الغربية بأن ينزلوا على البلاد ويستخرجوا من الفلاحين الحمايات والشياخة وقدوم الكشّاف عن سنة ثمان عشرة وتسعمائة الخراجية قبل أن تدخل، وقبل أن تنزل النقطة وينادى على النيل، فحصل للمقطعين غاية الضرر وصارت الكشّاف تنزل على البلاد وتكبس على الفلاحين ويستخرجون منهم الأموال بالضرب والذى يهرب يقبضون على نسائهم وعلى أولادهم، فخرب غالب البلاد ورحلت عنها الفلاحون، فصار الذى تخرب بلاده من المقطعين يأخذون جامكيته فى نظير الحماية والشياخة، وصارت الكشّاف يستخرجون المال من البلاد، وجانى بيك يستخرج من المقطعين بالقاهرة، فضاع الخراج بينهما، والذى يكون مسافرا من المقطعين يرسمون على زوجته وأولاده ووصيّه حتى يأخذون منهم الحماية، وكان القائم فى ذلك جانى بيك الذى كان دوادار الأمير طراباى رأس نوبة النوب، وقد بقى الآن ناظر الديوان المفرد، فنوّع فى أيّامه أنواع المظالم التى [لم] يسمع بمثلها فيما تقدم، ومن العجائب


(١) الأول: أول.