للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جملة أموال لها صورة ولا يعلم من فعل ذلك ولا نقب لهم حائط، وراحت على من راح. - وفى يوم السبت ثامن عشرينه أرسل الأمير قانصوه بن سلطان جركس الذى توجه إلى الصعيد فبعث ثمان رؤوس من عرب عزالة منهم شخص يسمى خضر (١) بن كروان وكان من كبار المفسدين، وقيل هو الذى كان سببا فى قتل ابن جميل، وقد تقدم ذكر ذلك. - وفى يوم الأحد تاسع عشرينه رسم السلطان بعرض السادة الأشراف، وسبب ذلك أن السلطان قصد أن يخرج عنهم شيئا من الجهات الموقوفة عليهم مثل بركة الحبش وبلقس وغير ذلك من الجهات، وكان القائم فى مرافعتهم الشريف بن مصبّح دلاّل الأملاك، فالتزم بأن يوفّر للسلطان من هذه الجهات فى كلّ سنة عشرة آلاف دينار، فرسم السلطان بعقد مجلس بالقضاة الأربعة بسبب الأشراف، وقد طعنوا فى أنساب جماعة منهم، وهذه من جملة الوقائع الفاحشة فلا حول ولا قوّة إلا بالله العلى العظيم.

وفى ربيع الأول طلع القضاة الأربعة للتهنئة بالشهر، فكان فى ذلك اليوم عقد مجلس بين يدى السلطان بسبب بنت يشبك الدوادار زوجة قانى باى قرا أمير آخور كبير وبنت جانى بيك حبيب زوجة الأمير دولات باى قرموط. - وفى ذلك اليوم نفق السلطان الجامكية الخامسة التى جدّدها لأجل المماليك التراكمة وأولاد الناس الذين نزّلهم، فقيل إنه عوّق جوامك جماعة منهم وقطعها. - وفى يوم الخميس رابعه ظهر بركات أخو شرف الدين الصغير كاتب المماليك، وكان له مدّة وهو مختفى كما تقدم ذكر ذلك. - وفى يوم الاثنين ثامنه أخلع السلطان على مملوكه أبرك وأعاده إلى نيابة طرابلس كما كان أولا، فنزل من القلعة فى موكب حافل وصحبته الأمراء. - وفى يوم تاريخه رسم السلطان بنقل المكاحل التى سبكها فى المسبك الذى بجوار الميدان، فأمر بأن يتوجّهوا بها إلى نحو تربة العادل حتى يجرّبها هناك، فوضعوهم على عجل وسحبتهم الأبقار (٢) فنزلوا بهم من الصليبة،


(١) خضر: حضر.
(٢) الأبقار: بالأبقار.