للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمراء عربان الشام يقال له محمد بن ساعد، وكان من العصاة لم يدخل قط تحت طاعة السلاطين ولا نواب (١) الشام، وكانوا يخشون من بأسه، فحضر فى دولة الغورى إلى الديار المصرية وصحبته تقدمة حافلة إلى السلطان ما بين مال وخيول وسلاح وغير ذلك، فعدّ حضور ابن ساعد إلى مصر من جملة سعد السلطان قانصوه الغورى وكيف دخل تحت طاعته، وقد قيل فى المعنى:

أيا مليك العصر لا زلت فى … عزّ وتأييد ونصر وفى

صارمك المشهور ماضى الشبا … ونورك بالسعد لا ينطفى

وفى يوم الأحد ثالث عشرينه نزل السلطان من القلعة وصحبته ولده، فتوجّه إلى المقياس وأقام به ساعة، ثم نزل فى الحراقة وأتى إلى بولاق وكشف على المراكب التى عمّرها هناك، ثم ركب من هناك وأتى إلى قنطرة الحاجب فطلع من عليها ودخل من باب الشعرية، ثم أتى إلى باب القنطرة وكشف على الربع الذى عمّره على القنطرة من الجهتين، وخرج من باب القنطرة وشقّ من سوق مرجوش، ثم شقّ من القاهرة وطلع من بابى زويلة إلى القلعة، وكان فى نفر قليل من العسكر، ومشى الوالى ورؤوس النوب قدّامه بالعصىّ والزينى بركات بن موسى المحتسب من بولاق إلى القلعة. - وفى يوم الأربعاء سادس عشرينه نزل السلطان وسيّر إلى جهة المطرية ثم عاد إلى القلعة. - وفى ذلك اليوم كان ختم البخارى بالحوش السلطانى فى خيمة كبيرة وحضر القضاة الأربعة ومشايخ العلم، وفرقت الصرر على من له عادة من الفقهاء، وأخلع على القضاة الأربعة ومن له عادة من العلماء، وكان ختما حافلا. - وفى هذا الشهر كان سعر الحلوى المشبك والمنفوش فى غاية الارتفاع بموجب غلوّ السكّر والفستق فرفعت هذه القصيدة إلى القاضى بركات بن موسى المحتسب بمعنى أنواع الحلوى وذكرت فيها أشياء لطيفة فمن ذلك قولى:


(١) نواب: نياب.