للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعين بازان جرى ماؤها … تجديدها أمنا من الغور

فالله ينصره ويبقى لنا … أيّامه أمنا بلا جور

وصلّ يا ربّ على المصطفى … منقذنا من كلّ محذور

صلاة زيتون يرى نشرها … أطيب من مسك وكافور

والآل والأنصار مع صحبه … أهل الثنا والفضل والخير

ما أقبل الصبح بأنواره … وأدبر الليل بديجور

انتهى ذلك. -

وفى رجب فى يوم مستهلّه توجهت طائفة من المماليك الجلبان إلى شونة السلطان ونهبوا أشياء كثيرة من الشعير (١)، فعزّ ذلك على السلطان، وكانت المماليك متقحّمة على الشرّ وأشيع أمر الركوب وكثر القال والقيل (٢) بين الناس بسبب ذلك. - وفى يوم الجمعة ثالثه، الموافق لسابع عشرين توت القبطى، ثبت النيل المبارك على تسعة أصابع من عشرين ذراعا، وكان نيلا جيّدا لكن كان حبّ البرسيم غاليا وتناهى سعره إلى خمسة أشرفية كل أردب، وارتفع سعر سائر الغلال، واستمرّ النيل ثابتا إلى أواخر بابه. - وفى يوم الأحد خامسه قوى أمر الإشاعة بركوب المماليك ووزع التجّار ما كان عندهم من القماش وغلقت الأسواق قاطبة، وسبب ذلك أن السلطان رجع عن أمر النفقة بعد أن نادى فى القاهرة للعسكر بأن النفقة مع جامكية شهر رجب، فلما رجع عن ذلك أشيع أمر الركوب. - وفى يوم الأحد خامسه عرض السلطان المماليك فى الحوش وهم مماليكه الجلبان فقط، فلما عرضهم وبّخهم بالكلام وقال: أنا أخلع نفسى من السلطنة وولّوا من تختاروه، فأقام يعرض المماليك إلى بعد العصر فآل الأمر إلى أن وقع الاتفاق على أنه ينفق على مماليكه المشتراوات فقط وأن النفقة تكون أربعين دينارا فامتنعوا المماليك من ذلك، فتكلم بعض الأمراء مع السلطان


(١) الشعير: الشعيرة.
(٢) والقيل: والقليل.