طقز دمر شيّد بنيانه … كذا عمر شاه بعد تأخير
وكم سباع قادها نصره … تسلسلت من غير تنكير
ومن بكى فى السد يوم الوفا … يجبر قلب غير منكور
فهو نهار الكسر مع جبره … ما بين مكسور ومجبور
وجسّر البحر بزربيّة … فجاء جسر غير مشكور
وانقطعت لذات سكانها … من مقلع يأتى ومحدور
وجدّد المقياس حتى غدا … يزهو بمنظوم ومنثور (١)
ومجرة الميدان انشاءه … عقودها دور على دور
ميدانه يحكى لنا جنة … مساكن الولدان والحور
أغصانه هبّ علهيا الهوى … من كل ممدود ومقصور
أطياره فى دوحها غرّدت … من كلّ مسموع وعصفور
وكلّ سنّ ضاحك مطرب … وكلّ حسّون وزرزور
وبلبل هيّج بلبالنا … وكل قمرىّ وشحرور
ومن هزار بات مع ألفه … مطوّقا بالوصل مسرور
وفاخت فى شكره دائما … فى ضيقة الأقفاص مأسور
وبحرة هبّ عليها الهوى … جعّدهما تنقيش تصوير
فى جمع تصحيح نرى ماءها … وبالهوى فى جمع تكسير
وعمّر القلعة صارت به … أماكنا عامرة الدور
وقد حوى فى مصر من جامع … فرد بذكر الله معمور
والقبة الزرقاء وصهريجها … والماء والكيزان والزير
كأن برد الثلج فى مائه … لكلّ عطشان ومحرور
وفى طريق الحجّ كم منهل … عمّره قصدا إلى الخير
(١) ومنثور: ومنشور.