للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلاح الدين وكانا فى الحديد وهما فى الترسيم بجامع القلعة، وأفرج [عن] علم الدين المتحدث فى الخزائن الشريفة، وأفرج عن المعلّم يعقوب اليهودى وبانوب النصرانى الكاتب فى الخزانة، فلما أفرج عن هؤلاء وزّع عليهم أربعمائة ألف دينار، فقرّر على عبد الكريم بن الجيعان وابن عمّه محمد خمسين ألف دينار (١)، وقرّر على شرف الدين الصغير عشرين ألف دينار، وقرّر على علم الدين خمسين ألف دينار، وقرّر على المعلّم يعقوب اليهودى مائة وأربعين ألف دينار، وأفرج عن شمس الدين بن عوض وعن ولده وقرّر على شمس الدين بن عوض مائة ألف دينار، وقرّر على بانوب النصرانى عشرين ألف دينار، وهذا على ما أشيع بين الناس إن كان صحيحا، فقيل كتبوا خطوط أيديهم بذلك.

وفى جمادى الآخرة فى يوم الخميس ثالثه نزل السلطان من القلعة وشق من القاهرة وقدّامه ولده، فزيّنت له القاهرة، واستمرّ حتى نزل فى جامعه الذى أنشأه فى الشرابشيين فكشف عليه وعلى المدرسة، فمدّ له هناك الأمير خاير بيك مدّة حافلة، وأنعم فى ذلك اليوم على صوفية المدرسة لكل واحد منهم وأنعم على البوّابين والفرّاشين وأيتام المكتب، ففرّق فى ذلك اليوم نحوا من خمسمائة دينار بأشرفى، وأنعم على مشايخ الدرس لكل واحد بعشرة أشرفية، وحضر قدّامه قرّاء البلد والوعّاظ، وكان له موكب حافل ومشت قدّامه الأمراء الرؤوس النوب بالعصى من باب زويلة إلى الجامع، وارتفعت له الأصوات بالدعاء وانطلقت له الزغاريت من الطيقان، ولم يقع له من حين عمّر الجامع والمدرسة أنه نزل وكشف على عمارتهما سوى هذه المرة، وكان له يوم مشهود. - ومن الحوادث فى ذلك اليوم أن السلطان لما طلع إلى المدرسة تزاحمت الناس على سلم المدرسة فوقع الإفريز الرخام الذى كان على السلم فانعطب من تحته شخص كان


(١) ألف دينار: جاءت بعد «وعن ولده» فى سطر ٧.