الناصرى، وكان النيل فى هذه السنة عاليا فلم يحتاج إلى عمل هذا الجسر. - وفى هذا الشهر منع السلطان جماعة من المباشرين أن لا يسكنوا فى بركة الرطلى وضيّق عليهم فى ذلك، وقال لهم: أنتم تضيّعون مالى فى بركة الرطلى فلا يسكن أحد منكم بها، فلم يسكن بها أحد من المباشرين فى هذه السنة حتى ولا القضاة فكانت بركة الرطلى فى هذه السنة فى غاية الانهمال وقلّة البهجة، حتى ولا بيوت الجسر لم يسكن بها إلا القليل، وقد أشيع بين الناس أن السلطان يقصد سدّ فم البركة ويمنع المراكب من الدخول إليها فحصل للناس غاية المشقّة بسبب هذه الإشاعات، فلم يكن لهذا الكلام صحّة ولكن لم يسكن بها أحد من المباشرين فى هذه النيلية، وقد تقدّم ما هو أشيع من ذلك أن الملك الظاهر جقمق أمر بسدّ خوخة باب الجسر ومنع الناس من سكنته، فسدّت خوخة باب الجسر وأقامت وهى مسدودة أيّاما حتى تكلم ناظر الخاص يوسف مع السلطان فى أمرها فرسم بفتحها على العادة. - وفى يوم الخميس تاسع عشره حضر إلى الأبواب الشريفة قاصد ملك الكرج، فأكرمه السلطان وقرأ مطالعته وأوكب له فى الحوش، وجلس على المصطبة التى أنشأها عوضا عن الدكّة بالحوش. - وفى يوم الأحد رابع عشرين مسرى زاد الله فى النيل المبارك بعد الوفاء ثمانية أصابع دفعة واحدة فعدّ ذلك من النوادر، وقد بلغ إلى ثمانية عشر ذراعا قبل مضى مسرى. - وفى ليلة الثلاثاء رابع عشرينه أشيع بين الناس أن العلّم على الصغير معامل اللحم قد تسحّب من السجن المسمّى بالعرقانة التى هى من داخل الحوش السلطانى، قيل أنهم نقبوا حائط السجن ونزلوا فى حبال إلى تحت القلعة، وكان بالعرقانة جماعة من المعاملين وهم المعلّم على الصغير وأخوه المعلّم أحمد والمعلّم خضر وأخوه المعلّم محمد، فأما المعلّم على الصغير لما تدلّى فى الحبل انقطع به فنزل على ضلعه فانكسر فأغمى عليه واستمرّ باركا مكاله حتى قبضوا عليه، ثم فى صبيحة ذلك قبضوا على المعلّم خضر والمعلّم أحمد أخى على الصغير وآخرين منهم، فلما عرضوا