للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى الدار فقتل من المماليك سبعة أنفس وقتلت امرأة صاحبة الدار وجاريتها ومن كان عندها من العيال، ثم وقع سقف الدار على الناصرى محمد بن خاص بيك فتصلّب عليه الخشب هو وولده فلم يضرّه ذلك لكن حصل له تشويش فى بعض أعضائه وانزعاج وكانت سلامته على غير القياس هو وولده، ومات من جماعته شخص يسمّى أحمد كنينوا وكان من أولاد الناس وهو حواليه يتقاضى أشغاله وكان لا بأس به فرجع ابن خاص بيك إلى بيته وهو محمول ودفن أحمد كنينوا فى ذلك اليوم، وكان عدّة من قتل فى ذلك اليوم تحت الردم سبعة عشر إنسانا ما بين رجال ونساء، وكانت حادثة مهولة لم تكن لأحد فى اكتلاء (١) والمقدّر كائن، كما يقال فى أمثال الصادح والباغم حيث يقول:

والمرء لا يدرى متى يمتحن … فإنه فى دهره مرتهن

وقوله أيضا:

وليس فى العالم ظلم جارى … إذ كان ما يجرى بحكم البارى

وفيه أفرج السلطان عن أبى البقا ناظر الاسطبل بعد ما قاسى شدائد ومحنا وضرب بين يدى السلطان وصودر، فطلع علاى الدين ناظر الخاص وتسلّمه من قدّام السلطان وضمنه فى ثمانية آلاف دينار، فأخلع عليه السلطان ونزل إلى داره واستمرّ يورد ما قرّر عليه من المال. - ومن الوقائع أن السلطان قبل وفاء النيل أمر بعمل جسر على خليج الزربية من عند قنطرة موردة الجبس حتى يحوش الماء ويدخل إلى الخليج الناصرى وتروى منه جهات المطرية، فلما صنع هذا الجسر حصل لسكّان الزربية غاية الضرر وامتنعت عنها المراكب من نحو بولاق وصار ماء الخليج راكدا (٢)، فلم يسكن بالزربية بيت فى هذه السنة ولا عمل بها مقصف ولا فتح بها دكان وآل أمرها إلى الخراب، وكان القائم فى عمل هذا الجسر ابن فرو شيخ جهات المطرية (٣) حتى يحوش الماء من الخليج


(١) اكتلاء: كذا فى الأصل.
(٢) راكدا: راكض.
(٣) المطرية: الأميرية.