للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أشيع فى بلاد الصوفى بأن السلطان قد اشتغل بما أنشأه فى الميدان من غرس الأشجار وشتول أنواع الأزهار والرياحين، فقصدوا ينكتوا عليه بذلك، وهذا من نوع التهكّم على السلطان، فأجبت عن ذلك بقولى:

بالسيف والخنجر نفنى العدى … وكم لنا فى الحرب من بأس

نسلب بالرعب عقول الورى … وعقلنا وافر فى الرأس

وقد عمل فى ذلك جماعة كثيرة من الشعراء عدّة مقاطيع على أنواع مختلفة، وقد قلت أيضا:

ندفع بالصديق كيد العدى … ونرفض الباغى الذى يأسى

ومن نراه زاغ عن شرعنا … جوابه بالسيف فى الرأس

وقيل أن السلطان لم يعجبه شيئا من هذه الأجوبة التى أجابت بها الشعراء وإنما أعجبه قول صفى الدين الحلّى فكتبه عن جواب الصوفى، وهو قوله:

ولى فرس للخير بالخير ملجم … ولى فرس للشرّ بالشرّ مسرج

فمن رام تقويمى فإنى مقوّم … ومن رام تعويجى فإنى معوج

وقلت أيضا بخلاف ما تقدّم من المعنى من زيادة فيها:

بالسيف والخنجر نفنى العدى … وكم لنا فى الحرب من بأس

وليس شرب الدم فى شرعنا … بجائز والذمّ للأسى

من يبغض الصدّيق أو صحبه … فذاك أشقى الخلق فى الناس

إن كان قد ضلّت عقول لكم … فعقلنا الوافر فى الرأس

ومن مخترعاتى قولى فى أشكال الشطرنج ملتزما القافية على المعنى بما تقدّم:

عساكر الصوفى إن فرزنت … فرخّهم مكشوف للناس

ونفسهم قد أوجزت خيفة … من عزمنا مع شدّة الباس