للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان السلطان وكّل به جماعة من الخاصكية يمنعون من يدخل إليه من الناس قاطبة، ولا يمكنون أحدا من جماعة القاصد يخرج إلى الأسواق ولا يجتمع بأحد من الناس، ثم إنه فى هذه المدّة ركب مرّة وصحبته أزدمر المهمندار فزار الإمام الشافعى والإمام الليث ثم عاد إلى المكان الذى عدّ له. - ومن النكت اللطيفة ما أشيع بين الناس أن القاصد لما قابل السلطان أول مرّة وصحبته رأس أزبك خان ملك التتار والقوس العريض المقدّم ذكر ذلك، فلما قرئت مطالعة الصوفى بين يدى السلطان وجدوها مكتوبة باللغات الأعجمية فأحضروا من قرأها وهو شخص شريف يقال له الشيخ حسين من ابناء العجم، ثم وجدوا ضمن تلك المطالعة هذين البيتين، الحمد لله، ولما أرسل الصوفى فى كتابه بهذين البيتين إلى السلطان أرسل إلى سليم شاه بن عثمان أيضا بهذين البيتين وهو يقول:

نحن أناس قد غدا شأننا … حبّ علىّ بن أبى طالب

يعيبنا الناس على حبّه … فلعنة الله على العائب

فاجابه ابن عثمان عن ذلك:

ما عيبكم هذا ولكنّه … بغض الذى لقّب بالصاحب

كذبتموا عنه وعن ابنته … فلعنة الله على الكاذب

وأرسل يهدّد أهل مصر لما قتل أزبك خان ملك التتار بهذين البيتين وهما:

السيف والخنجر رمحاننا … أفّ على النرجس والآس

مدامنا من دم أعدائنا … وكأسنا جمجمة الرأس

وكان لما حزّ رأس أزبك خان ملك التتار جعل جمجمة رأسه كأسا يشرب فيها الخمر فى المقامات كما قيل عنه، انتهى ذلك (١).


(١) بعد «انتهى ذلك، تكرر فى الأصل ذكر البيتين السابقين.