للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المفرد لمشاركة الأمير طومان باى الدوادار الكبير فى الأستادارية، وهذه مصادرة لجانى بيك فى أخذ ماله بحسن عبارة وأقرب طريقة. - وفى يوم السبت حادى عشره عمل السلطان المولد النبوى وكان حافلا، واجتمع به القضاة الأربعة والأمراء، ولم يكن تقرّر أحد فى الأتابكية من بعد الأمير دولات باى إلى يوم تاريخه. - وفى ذلك اليوم توفى القاضى تاج الدين بن القاضى شمس الدين نصر الله المعروف بابن النجّار، وكان رئيسا حشما من ذوى البيوت، تولى والده القاضى شمس الدين الوزارة فى دولة الأشرف أينال سنة تسع وخمسين وثمانمائة فأقام بها مدّة يسيرة وعزل عنها، ومات القاضى تاج الدين وهو فى عشر السبعين، وكان لا بأس به. - وفى يوم الثلاثاء رابع عشره جاءت الأخبار من بلاد الغرب بأن صاحب جربة انتصر على الفرنج نصرة عظيمة، وغنم منهم غنائم كثيرة، وقتل منهم نحوا من سبعة آلاف إنسان، وأسر منهم جماعة كثيرة، ثم بعثوا للسلطان مكحلة نحاس كبيرة وأشياء كثيرة من أنواع الهديّة وشخصين من أسرى (١) الفرنج وعليهم آلة السلاح، فشكر لهم السلطان ذلك وسرّ بهذه النصرة التى وقعت لهم. - وفى يوم الأربعاء خامس عشره توفى الشهاب أحمد المحلاّوى مؤذّن السلطان، وكان حسن الصوت مطبوعا فى فنّه مقاتلا على الدخول، وكان لا بأس به، ومات وقد ناف عن الأربعين سنة من العمر، وقيل جاوز الخمسين، ومما يحكى عنه أنه كان عبيلا لا يطقنه النساء، وقد تزوّج نحوا من مائة امرأة، وقد قلت فى ذلك مداعبة لطيفة:

قالت نساء المحلّى … (٢)

مؤذّن لا يصلّى … كأنما هو ديك

وفى يوم الجمعة سابع عشره فى ليله توفى الرئيس شمس الدين محمد القوصونى، وكان علاّمة فى فنّ الطب، فريد عصره فى ذلك، وكان رئيسا حشما فى سعة من المال، وكان لا بأس به. - وفى يوم السبت ثامن عشره دخل قاصد


(١) أسرى: أسراء.
(٢) … : ثلاث كلمات رأى المحقق إهمالها، ويمكن الرجوع ال؟؟؟ افى طبعة إستانبول.