للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فى مدّة يسيرة من الأمراء المقدّمين ثلاثة كانوا نوابغ الأمراء وهم:

الأتابكى قرقماس من ولىّ الدين وطراباى رأس نوبة النوب والأتابكى دولات باى، هذا غير ما توفى من الأمراء الطبلخانات والعشرات، انتهى ذلك. - وفى يوم السبت سادس عشرينه ظهر المعلّم على الصغير أحد معاملى اللحم، وكان له مدّة وهو مختفيا، فقابل السلطان فى ذلك اليوم وقيل أخلع عليه كامليّة بصمور. - وفى يوم الثلاثاء تاسع عشرينه حضر الأمير طومان باى الدوادار، وكان توجّه إلى نحو الغربية بسبب فساد العربان، وقد خرج إليهم على جرائد الخيل ثانيا، فلما وصل إلى هناك هربت العرب من وجهه فتبعهم إلى قريب السبّاح (١)، فلم يظفر بأحد منهم وقاسى من المشقّة ما لا خير فيه، فلما رجع وطلع إلى القلعة أخلع عليه السلطان خلعة حافلة ونزل إلى داره فى موكب عظيم. - وفى أثناء هذا الشهر وقع حريق مهول عند قنطرة الأمير حسين، وكانت ليلة شعث قام فيها ريح عاصف، فاحترق تلك الليلة نحو من أربعين دارا، وكان ذلك وقت المغرب، فلعبت النار فى البيوت وأعيى الناس طفيها، واستمرّت على ذلك أياما، وذهب للناس جملة أموال وقماش وبضائع وغير ذلك. - وفى أواخر هذا الشهر تشحّط القمح وارتفع سعره إلى أشرفى كل أردب بعد ما كان كل أردبين بأشرفى، وسبب ذلك أن النيل كان فى العام الماضى خسيسا وشرّق غالب البلاد، ثم حدث أمر الفأر تسلّط على الجرون وصار يقرض (٢) القمح والشعير وهو فى سنبله، وهذا الفأر أمر من الله تعالى لا يقدر أحد على ردّه ولا يطاق لكثرته. - ووقع فى هذا الشهر من الحوادث أشياء كثيرة، انتهى ذلك.

وفى ربيع الأول فى يوم الاثنين سادسه أخلع السلطان على جانى بيك دوادار الأمير طراباى رأس نوبة النوب، وقرّره فى نظر الديوان الشريف


(١) السّباح: كذا فى الأصل.
(٢) يقرض: يقرط.