للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إسمعيل شاه الصوفى فأنزلوه فى بيت قانى باى سلق الذى فى رأس الرملة عند سوق الجلاّق، فاستقرّ هناك إلى أن يطلع إلى القلعة ويقابل السلطان، وفى ذلك اليوم رسم السلطان للأمراء والعسكر بأن يخرجوا إلى المطرية ويلاقوا القاصد ففعلوا ذلك، وخرج الجمّ الغفير من العسكر حتى ضاق بهم رحب الفضاء، ولكن وقع من السلطان فى ذلك اليوم غابة الخفّة وهو أنه نزل وسيّر إلى نحو المطرية فوقف عند تربة الملك العادل طومان باى ليرى القاصد والعسكر عن بعد، فانعقد هناك الغبار فلم يتمكن السلطان من رؤية القاصد والعسكر فرجع إلى القلعة، فعدّ هذا من النوادر الغريبة، فلما طلع إلى القلعة دخل إلى القصر الكبير ليرى القاصد من الرملة وهو داخل إلى بيت قانى باى سلق، وكان ذلك غاية الخفّة من السلطان.

وفى يوم الاثنين عشرينه عمل السلطان الموكب بالحوش بغير شاش ولا قماش، وجلس على المصطبة الجديدة التى أنشأها بالحوش ونصب على رأسه السحابة الزركش، ورسم بتزيين باب الزردخاناه فزيّنوه بالصناجق السلطانية والشطفات وآلة السلاح من بركستوانات وزرديات وأطبار وسيوف وغير ذلك، فلما تكامل الموكب واجتمعت الأمراء أذن إلى قاصد إسمعيل شاه الصوفى بالطلوع إلى القلعة فطلع من بيت قانى باى سلق الذى بالرملة، وطلع صحبته المهمندار ووالى القاهرة، فلما مثل بين يدى السلطان قبّل الأرض وباس رجل السلطان، ثم قرئت مكاتبته بين يدى السلطان، ثم إن القاصد قدم للسلطان مصحفا شريفا وسجادة برسم الصلاة، فقبّل السلطان ذلك المصحف وأخذه، ثم أحضر القاصد صندوقا لطيفا ففتح بين يدى السلطان فوجد به رأس شخص من ملوك التتار يسمّى أزبك خان وهو الذى قتله الصوفى وأخذ بلاده، فرسم السلطان بدفن تلك الرأس، ثم أحضر القاصد صحبته قوسا عريضا عرضه نحو شبر، فندب السلطان شخصا من الزردكاشية، وهو الزردكاش الثانى، يقال له الأمير يوسف، فجذب القوس بحضرة السلطان فكسره وذلك بعد نزول