الأربعاء حادى عشره قبض السلطان على تغرى بردى الترجمان ووضعه فى الحديد ووكّل به، وأرسل ختم على بيته واحتاط على موجوده ورسّم على عياله، وسبب ذلك قد بلغ السلطان أن تغرى بردى كاتب ملوك الفرنج بأحوال مملكة مصر، وأن السلطان ليس له همة إلى إرسال تجريدة، وأن السواحل خالية ليس بها مانع، [وقد] أحضروا (١) إلى السلطان مكاتبات بخط تغرى بردى بمعنى ذلك، فأحضر السلطان تغرى بردى وأوقفه على تلك المطالعات فأنكر ذلك، فغضب عليه وشكّه فى الحديد ووكّل به واحضر خيوله وقماشه، واستمرّ فى الترسيم إلى الآن. - وفى يوم الاثنين سادس عشره أخلع السلطان على شخص من الخاصكية يسمّى طومان باى، وهو خازندار كيس، ورسم له بأن يتوجّه إلى الشام ليصلح بين سيباى نائب الشام وبين جان بردى الغزالى نائب صفد، وكان قد بلغ السلطان بأن قد حصل بينهما تشاجر مفرط حتى خرجا فيه عن الحدّ، فرسم السلطان لطومان باى بأن يتوجّه ويصلح بينهما، ورسم له بخمسة آلاف دينار تسفيرا عليهما. - وفى يوم الثلاثاء سابع عشره توفيت الستّ زينب ابنة أمير المؤمنين المتوكل على الله أبى العزّ عبد العزيز، وهى أخت أمير المؤمنين المستمسك بالله يعقوب وعمّة ولده المتوكل على الله محمد خليفة الوقت الآن، وكانت لا بأس بها - وفى يوم الاثنين ثالث عشرينه حضر الأمير طومان باى الدوادار الكبير، وكان مسافرا نحو الشرقية والغربية فأهلك الحرث والنسل وأفرد على سائر البلاد التى بالشرقية والغربية الأموال الجزيلة، حتى أفرد على بلاد الأوقاف التى على الجوامع والمدارس، فضجّ من ذلك المقطعين، وما حصل على الناس بنزوله إلى البلاد خيرا. - وفى يوم الخميس سادس عشرينه دخل الحاجّ إلى القاهرة، وكان أمير ركب المحمل قانصوه بن سلطان جركس، وبالركب الأول نوروز تاجر المماليك، وقد قاست الحجّاج فى هذه السنة مشقّة زائدة من الوخم وموت الجمال، وقد ضبط من مات