للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التجريدة التى أرسلها إلى هناك: - وفيه فى سلخه أخلع السلطان على الشيخ حسام الدين محمود بن قاضى القضاة الحنفى عبد البرّ بن الشحنة، وقرّره فى نظر البيمارستان المنصورى عوضا عن معين الدين بن شمس بحكم تغيّر خاطر السلطان عليه، وقد تقدّم للبدرى محمود هذا أنه ولى قضاء الحنفية بحلب فيما بعد وأقام بها مدّة يسيرة وعزل عنها.

وفى ربيع الأول فى يوم مستهلّه أخلع السلطان على قاضى القضاة محيى الدين عبد القادر بن النقيب، وقرّره فى قضاء الشافعية عوضا عن بدر الدين المكينى بحكم صرفه عنها فكانت مدّة ولاية بدر الدين المكينى فى وظيفة قضاء الشافعية شهرين وأربعة عشر يوما، وقد سعى فيها بثلاثة آلاف دينار وأقام فيها هذه المدّة اليسيرة وعزل عنها والناس غير راضية عنه، كما يقال:

تولاّها وليس له عدوّ … وفارقها وليس له صديق

وكان فى هذه الولاية (١) فى غاية العكس ومنعه السلطان أن لا يخطب به فى مدّة ولايته، وقد سعى عليه ابن النقيب بمال حتى عزله وتولى، وهذه رابع ولاية وقعت لابن النقيب فى قضاء الشافعية بمصر، وقد نفذ منه فى هذه الأربع ولايات نحو من سبعة وعشرين ألف دينار وهو غير مشكور، وكان عزله عن قريب فى هذه الولاية. - وفى ذلك اليوم أخلع السلطان على الشهابى أحمد بن الجيعان وأعاده إلى نيابة كتابة السرّ عوضا عن معين الدين بن شمس بحكم تغير خاطر السلطان عليه، ومما قلته فيه من المديح:

وكم حاز الأكابر من ثناء … به حمدوا ولكن أنت أحمد

ففقت على بنى الجيعان قدرا … وسعدك فى الورى قد صار أسعد

وتعيّنت وكالة بيت المال إلى شمس الدين بن عوض. - وفيه عيّن السلطان تجريدة إلى الجون وكتب بها نحوا من مائتى مملوك ونفق عليهم، وعيّن الأمير محمد


(١) الولاية: والولاية.