من على الفرس الأمير نوروز أخو يشبك الدوادار أحد المقدّمين، فأغمى عليه وتشوّش لذلك ونزل إلى داره وهو محمول. - وفى حادى عشره كانت ليلة سيدى إسمعيل الإنبابى وكانت ليلة حافلة، ونصب فى الجزيرة التى تجاه بولاق نحو من خمسمائة خيمة، وخرجت الناس فى القصف والفرجة عن الحدّ. - وفى يوم الاثنين ثالث عشره نفق السلطان على جماعة مخصوصة من الخاصكية الأعيان، [ممن كان يرمى بالنشّاب على الخيل فى الميدان ويلعب الرمح](١)، لكل واحد منهم عشرة آلاف درهم، وأعطى لجماعة منهم ستّة آلاف درهم، ولم ينفق لبقية المماليك شيئا، فبلغت هذه النفقة اليسيرة نحوا من أربعين ألف دينار، وقد تأثرت بقية المماليك لذلك ولكن لم يلتفت السلطان إليهم. - وفيه تغيّر خاطر السلطان على مهتار الطشتخاناه محمد ومنعه من الطلوع إلى القلعة وأقام بداره أيّاما وهو مختفى، فتكلم له مع السلطان الأمير طومان باى وباس رجله بسبب ذلك حتى رضى عليه، ولكن قيل إنّه أورد للخزائن الشريفة خمسة آلاف دينار حتى رضى عليه وأعاده كما كان وأخلع عليه، وكان سبب تغيير خاطر السلطان على المهتار محمد أن شخصا شابّا يقال له محمد بن سعيدة كان قد تحشر فى السلطان وصار يتقرب إليه بمرافعة الناس، فرافع فى محمد المهتار وجماعة آخرين من خواص السلطان فوزّع عليهم مالا له صورة بسبب ذلك. - وفيه عين السلطان معين الدين ابن شمس نائب كاتب السرّ بأن يتوجه قاصدا إلى ملك الهند، ثم بطل سفره إلى بلاد الهند، وكان غير مقبول الشكل يشبه وجه المصاصة العتيقة، وقبض عليه السلطان عقيب ذلك وسجنه بالعرقانة وقد وشى به عند السلطان بأنه يدعو عليه ويقصد زواله. - وفيه حضر قاصد الملك محمود شاه صاحب كنباية، وآخرين من ملوك الهند، وعلى أيديهم مثالات للسلطان تتضمّن سرعة تجهيز تجريدة إلى جهات الهند بسبب تعبّث الفرنج هناك، وقد تزايد أمرهم وطمعوا فى أخذ البلاد من حين كسروا حسين الذى أرسله السلطان باش
(١) ممن كان … الرمح: جاءت فى الأصل بعد «ثالث عشره» فى سطر ٥.